المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

56- قال إبراهيم : أني لا أيأس من رحمة الله ، فإنه لا ييأس من رحمة الله إلا الضالون الذين لا يدركون عظمته وقدرته .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

قوله تعالى : { قال ومن يقنط } ، قرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب : بكسر النون ، والآخرون بفتحها ، وهما لغتان : قنط يقنط ، وقنط يقنط ، أي : من ييأس ، { من رحمة ربه إلا الضالون } ، أي : الخاسرون ، والقنوط من رحمة الله كبيرة كالأمن من مكره .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

{ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } الذين لا علم لهم بربهم ، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم ، فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا ، ثم لما بشروه بهذه البشارة ، عرف أنهم مرسلون لأمر مهم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

وهنا دفع إبراهيم - عليه السلام - عن نفسه رذيلة اليأس من رحمة الله . فقال على سبيل الإِنكار والنفى { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضآلون } أى : أنا ليس بى قنوط أو يأس من رحمة الله ، لأنه لا ييأس من رحمة الله - تعالى - إلا القوم الضالون عن طريق الحق والصواب ، الذين لا يعرفون سعة رحمته - تعالى - ونفاذ قدرته ، ولكن هذه البشارة العظيمة - مع تقدم سنى وسن زوجى - هي التي جعلتنى - من شدة الفرح والسرور - أعجب من كمال قدرة الله - تعالى - ، ومن جزيل عطائه ، ومن سابغ مننه ، حيث رزقنى الولد في هذه السن التي جرت العادة بأن لا يكون معها إنجاب أو ولادة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

49

فآب إبراهيم سريعا ، ونفى عن نفسه القنوط من رحمة الله :

( قال : ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ? )

وبرزت كلمة " الرحمة " في حكاية قول إبراهيم تنسيقا مع المقدمة في هذا السياق ؛ وبرزت معها الحقيقة الكلية : أنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون . الضالون عن طريق الله ، الذين لا يستروحون روحه ، ولا يحسون رحمته ، ولا يستشعرون رأفته وبره ورعايته . فأما القلب الندي بالإيمان ، المتصل بالرحمن ، فلا ييأس ولا يقنط مهما أحاطت به الشدائد ، ومهما ادلهمت حوله الخطوب ، ومهما غام الجو وتلبد ، وغاب وجه الأمل في ظلام الحاضر وثقل هذا الواقع الظاهر . . فإن رحمة الله قريب من قلوب المؤمنين المهتدين . وقدرة الله تنشيء الأسباب كما تنشيء النتائج ، وتغير الواقع كما تغير الموعود .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقًا وبشارة بعد بشارة ، { قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ } وقرأ بعضهم : " القنطين " {[16198]} - فأجابهم بأنه ليس يقنط ، ولكن يرجو من الله الولد ، وإن كان قد كبر وأسنَّت امرأته ، فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك .


[16198]:في ت، أ: "المقنطين".

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

وقوله : قال وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إلاّ الضّالّونَ يقول تعالى ذكره : قال إبراهيم للضيف ومن ييأس من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطئوا سبيل الصواب وتركوا قصد السبيل في تركهم رجاء الله ، ولا يخيب من رجاه ، فضلّوا بذلك عن دين الله .

واختلفت القرّاء في قراءة قوله : وَمَنْ يَقْنَطُ فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والكوفة : وَمَنْ يَقْنَطُ بفتح النون إلا الأعمش والكسائي فإنهما كسر النون من «يَقْنَطُ » . فأما الذين فتحوا النون منه ممن ذكرنا فإنهم قرءوا : مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا بفتح القاف والنون . وأما الأعمش فكان يقرأ ذلك : «من بعد ما قَنِطُوا » بكسر النون . وكان الكسائي يقرؤه بفتح النون . وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ الحرفين جميعا على النحو الذي ذكرنا من قراءة الكسائي .

وأولى القراءات في ذلك بالصواب قراءة من قرأ : مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطوا بفتح النون ، «وَمَنْ يَقْنَطُ » بكسر النون ، لإجماع الحجة من القرّاء على فتحها في قوله : مِنْ بعْدِ ما قَنَطُوا فكسرها في «وَمَنْ يَقْنَطُ » أولى إذا كان مجمعا على فتحها في «قَنَطَ » ، لأن فَعَل إذا كانت عين الفعل منها مفتوحة ولم تكن من الحروف الستة التي هي حروف الحلق ، فإنها تكون في «يَفْعِل » مكسورة أو مضمومة فأما الفتح فلا يُعرف ذلك في كلام العرب .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

{ قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون } المخطئون طريق المعرفة فلا يعرفون سعة رحمة الله تعالى وكمال علمه وقدرته كما قال تعالى : { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } وقرأ أبو عمرو و الكسائي يقنط بالكسر ، وقرئ بالضم وماضيهما قنط بالفتح .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

وقرأ { من بعد ما قنطوا } [ الشورى : 28 ] بكسر النون أيضاً ، فقرأ باللغتين ، وقرأ الأشهب «يقنُط » بضم النون وهي قراءة الحسن والأعمش أيضاً وهي لغة تميم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

القنوط : اليأس .

وقرأ الجمهور { ومن يقنط } بفتح النون . وقرأه أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف بكسر النون وهما لغتان في فعل قَنط .

قال أبو علي الفارسي : قَنَط يقنِط بفتح النون في الماضي وكسرها في المستقبل من أعلى اللغات . قال تعالى : { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنَطوا } [ سورة الشورى : 28 ] .

قلت : ومن فصاحة القرآن اختياره كل لغة في موضع كونها فيه أفصح ، فما جاء فيه إلا الفتح في الماضي ، وجاء المضارع بالفتح والكسر على القراءتين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال إبراهيم}، عليه السلام، {ومن يقنط}، يعني: ومن ييأس {من رحمة ربه إلا الضالون}، يعني: المشركين.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للضيف ومن ييأس من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطأوا سبيل الصواب وتركوا قصد السبيل في تركهم رجاء الله، ولا يخيب من رجاه، فضلّوا بذلك عن دين الله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أخبر أن القنوط من رحمة الله، هو ضلال...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

والقنوط من رحمة الله كبيرة من الكبائر كالأمن من مكر الله.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

يعني: لم أستنكر ذلك قنوطاً من رحمته، ولكن استبعاداً له في العادة التي أجراها الله.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم حكى تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}... هذا الكلام حق، لأن القنوط من رحمة الله تعالى لا يحصل إلا عند الجهل بأمور:

أحدها: أن يجهل كونه تعالى قادرا عليه.

وثانيها؛ أن يجهل كونه تعالى عالما باحتياج ذلك العبد إليه.

وثالثها: أن يجهل كونه تعالى منزها عن البخل والحاجة والجهل، فكل هذه الأمور سبب للضلال، فلهذا المعنى قال: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

فلما ألهبوه بهذا النهي {قال} منكراً لأن يكون من القانطين: {ومن يقنط} أي ييأس هذا اليأس {من رحمة ربه} أي الذي لم يزل إحسانه دارّاً عليه، {إلا الضالون} أي المخطئون طريق الاعتقاد الصحيح في ربهم من تمام القدرة وأنه لا تضره معصية ولا تنفعه طاعة، وهذا إشارة إلى أنه ما كان قانطاً، وإنما كان مريداً لتحقيق الخبر، وفي هذا تلويح إلى أمر المعاد...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فآب إبراهيم سريعا، ونفى عن نفسه القنوط من رحمة الله: (قال: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون؟) وبرزت كلمة "الرحمة "في حكاية قول إبراهيم تنسيقا مع المقدمة في هذا السياق؛ وبرزت معها الحقيقة الكلية: أنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون. الضالون عن طريق الله، الذين لا يستروحون روحه، ولا يحسون رحمته، ولا يستشعرون رأفته وبره ورعايته. فأما القلب الندي بالإيمان، المتصل بالرحمن، فلا ييأس ولا يقنط مهما أحاطت به الشدائد، ومهما ادلهمت حوله الخطوب، ومهما غام الجو وتلبد، وغاب وجه الأمل في ظلام الحاضر وثقل هذا الواقع الظاهر.. فإن رحمة الله قريب من قلوب المؤمنين المهتدين. وقدرة الله تنشئ الأسباب كما تنشئ النتائج، وتغير الواقع كما تغير الموعود.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وهنا يعلن إبراهيم عليه السلام أنه لم يقنط من رحمة ربه؛ ولكنه التعجب من طلاقة القدرة التي توحي بالوحدانية القادرة، لا لذات وقوع الحدث؛ ولكن لكيفية الوقوع، ففي كيفية الوقوع إعجاب فيه تأمل، ذلك أن إبراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين طلاقة قدرة الله... لذلك فلم يكن إبراهيم قانطاً من رحمة ربه، بل كان متسائلاً عن الكيفية التي يجري الله بها رحمته.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

الذين لا يعرفون الله حق معرفته، ولا يملكون الوعي الإيماني الذي ينفتحون فيه على الله بالنظرة الواسعة والفكرة المشرقة والخط المستقيم.