وقوله : وَإنيّ عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أنْ تَرْجُمُونَ يقول : وإني اعتصمت بربي وربكم ، واستجرت به منكم أن ترجمون .
واختلف أهل التأويل في معنى الرجم الذي استعاذ موسى نبيّ الله عليه السلام بربه منه ، فقال بعضهم : هو الشتم باللسان . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وإنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أنْ تَرْجُمُونَ قال : يعني رجم القول .
حدثني ابن المثنى ، قال : حدثنا عثمان بن عمر بن فارس ، قال : حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله : وإنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أنْ تَرْجُمُونَ قال : الرجم : بالقول .
حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، قال : حدثنا سفيان ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح وإنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أنْ تَرْجُمُونِ قال : أن تقولوا هو ساحر .
وقال آخرون : بل هو الرجم بالحجارة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَإنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أن تَرْجُمونِ : أي أن ترجمُون بالحجارة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة أنْ تَرْجُمُونَ قال : أن ترجمون بالحجارة .
وقال آخرون : بل عنى بقوله : أنْ تَرْجُمُونِ : أن تقتلوني .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما دلّ عليه ظاهر الكلام ، وهو أن موسى عليه السلام استعاذ بالله من أن يرجُمه فرعون وقومه ، والرجم قد يكون قولاً باللسان ، وفعلاً باليد . والصواب أن يقال : استعاذ موسى بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلى المرجوم أذًى ومكروه ، شتما كان ذلك باللسان ، أو رجما بالحجارة باليد .
وقوله : { وإني عذت } الآية ، كلام قاله موسى عليه السلام لخوف لحقه من فرعون وملئه و : { عذت } معناه : استجرت وتحرمت . وأدغم الدال في التاء الأعرج وأبو عمرو .
واختلف الناس في قوله : { أن ترجمون } فقال قتادة وغيره : أراد الرجم بالحجارة المؤدي إلى القتل . وقال ابن عباس وأبو صالح : أراد الرجم بالقول من السباب والمخالفة ونحوه ، والأول أظهر ، لأنه أعيذ منه ولم يعذ من الآخر ، بل قيل فيه عليه السلام وله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.