نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمۡ أَن تَرۡجُمُونِ} (20)

ولما كان من العجائب أن يقتل منهم نفساً ثم يخرج فاراً{[57436]} منهم ثم يأتي إليهم لا سيما إتياناً يقاهرهم فيه في أمر عظيم من غير أن يقع بينهم وبينه ما يمحو ما تقدم منه ، نبههم على إتيانه هذا على هذا الحال آية أخرى دالة على السلطان ، فقال مؤكداً تكذيباً لظنهم أنه في قبضتهم : { وإني عذت } أي اعتصمت وامتنعت { بربي } الذي رباني على ما اقتضاه لطفه بي{[57437]} وإحسانه إليّ { وربكم } الذي أعاذني من قتلكم{[57438]} لي بكم على{[57439]} ما دعت إليه حكمته من جبروتكم وتكبركم وقوة مكنتكم { أن ترجمون* } أي أن{[57440]} يتجدد{[57441]} في وقت من الأوقات قتل منكم لي ، ما أتيتكم حتى توثقت من ربي في ذلك ، فإني قلت{[57442]} { إني أخاف أن يقتلون } فقال{ سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما بآياتنا{[57443]} }[ القصص : 38 ] فهو من أعظم آياتي أن لا تصلوا{[57444]} على قوتكم{[57445]} وكثرتكم إلى قتلي مع أنه لا قوة لي بغير الله الذي أرسلني .


[57436]:من مد، وفي الأصل و ظ: نارا.
[57437]:من مد، وفي الأصل و ظ: به.
[57438]:من مد، وفي الأصل في ظ: قبلكم.
[57439]:سقط من مد.
[57440]:سقط من ظ ومد.
[57441]:زيد في الأصل: منكم، ولك تكن الزيادة في ظ ومدفحذفناها.
[57442]:من مد، وفي الأصل و ظ: علمت.
[57443]:زيد في الأصل: أنتما ومن اتبعكما، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[57444]:من مد، وفي الأصل و ظ: بقوتكم.
[57445]:من مد، وفي الأصل و ظ: بقوتكم.