المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

33- كما تحققت ألوهية الله ووجبت عبادته ، حق قضاؤه على الذين خرجوا عن أمر الله متمردين بأنهم لا يذعنون للحق ، لأن الله تعالى لا يهدى إلى الحق إلا من سلك طريقه ، لا من تمرد عليه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

قوله تعالى : { كذلك } . قال الكلبي : هكذا ، { حقت } ، وجبت ، { كلمة ربك } ، حكمه السابق ، { على الذين فسقوا } ، كفروا ، { أنهم لا يؤمنون } ، قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر كلمات ربك بالجمع هاهنا موضعين ، وفى المؤمن ، والآخرون على التوحيد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

{ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ْ } بعد ما أراهم{[398]}  الله من الآيات البينات والبراهين النيرات ، ما فيه عبرة لأولي الألباب ، وموعظة للمتقين وهدى للعالمين .


[398]:- في ب: بعد أن أراهم.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

ثم بين - سبحانه - سنة من سننه التي لا تتخلف ولا تتبدل ، فقال - تعالى - :

{ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الذين فسقوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } .

والكاف للتشبيه بمعنى مثل . وحقت بمعنى وجبت وثبتت .

والمراد بالكلمة هنا : حكمه وقضاؤه - سبحانه - .

والمعنى : مثل ما ثبت أن الله - تعالى - هو الرب الحق ، وأنه ليس بعد الحق إلا الضلال ، ثبت - أيضا - الحكم والقضاء منه - سبحانه - على الذين فسقوا عن أمره ، وعموا وصموا عن الحق ، أنهم لا يؤمنون به ، لأنهم إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا .

فالمراد بالفسق هنا : التمرد في الكفر ، والسير فيه إلى أقصى حدوده .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

26

بمثل هذا الانصراف عن الحق الواضح الذي يعترف المشركون بمقدماته وينكرون نتائجه اللازمة ، ولا يقومون بمقتضياته الواجبة ، قدر الله في سننه ونواميسه أن الذين يفسقون وينحرفون عن منطق الفطرة السليم وسنة الخلق الماضية لا يؤمنون :

( كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ) . .

لا لأنه يمنعهم من الإيمان . فهذه دلائله قائمة في الكون ، وهذه مقدماته قائمة في اعتقادهم . ولكن لأنهم هم يحيدون عن طريق الموصل إلى الإيمان ، ويجحدون المقدمات التي في أيديهم ، ويصرفون أنفسهم عن الدلائل المشهودة لهم ، ويعطلون منطق الفطرة القويم فيهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

القول في تأويل قوله تعالى : { كَذَلِكَ حَقّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَى الّذِينَ فَسَقُوَاْ أَنّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } .

يقول تعالى ذكره : كما قد صرف هؤلاء المشركون عن الحقّ إلى الضلال ، كَذلكَ حَقّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ يقول : وجب عليهم قضاؤه وحكمه في السابق من علمه ، على الّذِينَ فَسَقُوا فخرجوا من طاعة ربهم إلى معصيته وكفروا به أنّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ يقول : لا يصدقون بوحدانية الله ولا بنبوّة نبيه صلى الله عليه وسلم .