قوله تعالى : { كَذَلِكَ حَقَّتْ } : الكافُ في محلِّ نصب نعتاً لمصدر محذوف ، والإِشارةُ ب " ذلك " إلى المصدرِ المفهوم مِنْ " تُصْرفون " ، أي : مثلَ صَرْفِهم عن الحق بعد الإِقرار به في قوله تعالى : { فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ } [ يونس : 31 ] . وقيل إشارةٌ إلى الحق . قال الزمخشري : " كذلك : مثلَ ذلك الحقِّ حَقَّتْ كلمةُ ربك " .
قوله : { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، فيه أربعةُ أوجه ، أحدها : أنَّها في محلِّ رفعِ بدلاً من " كلمةُ " ، أي : حَقَّ عليهم انتفاء الإِيمان . الثاني : أنها في محلِّ رفعٍ خبراً لمبتدأ محذوف ، أي : الأمر عدمُ إيمانِهم . الثالث : أنها في محلِّ نصبٍ بعد إسقاط الحرف الجارّ . الرابع : أنها في محلِّ جرٍّ على إعمالِه محذوفاً إذا الأصل : لأنهم لا يُؤْمنون . قال الزمخشري : " أو أراد بالكلمة العِدَة بالعذاب ، و { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } تعليل ، أي : لأنهم " .
وقرأ أبو عمرو وابنُ كثير والكوفيون " كلمة " بالإِفراد ، وكذا في آخر السورة . وقد تقدَّم ذلك في الأنعام . وقرأ ابن أبي عبلة { أَنهم لا يُؤْمنون } بكسر " إنَّ " على الاستئناف وفيها معنى التعليل ، وهذه مقويِّةُ للوجه الصائر إلى التعليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.