ولما كانوا جديرين عند تقريرهم بهذه الآية وإقرارهم بمضمونها بأن يقولوا : سلمنا فأسلمنا ولا نصرف عن الحق أبداً ، فلم يقولوا ، كانوا حقيقيين بأن يقال لهم{[37919]} : حقت عليكم كلمة الله لفسقكم وزوغانكم عن الحق . فقيل : هل خصوا بذلك ؟ فقيل : بل { كذلك } أي مثل ذلك الحقوق العظيم { حقت كلمت ربك } أي المحسن إليك بإهلاك أعدائك : الكلمة الواحدة النافذة التي لا تردد فيها ، ومعنى الجمع في قراءة نافع وابن عامر أنه لا شيء من كلماته يناقض الكلمة التي أوجبت عذابهم ، بل كلها توافقها فالمراد واحد ، أو يكون ذلك كناية عن أن عذابهم دائم فإن كلماته لا تنفذ { على } كل { الذين } فعلوا فعلهم لأنهم { فسقوا } أي أوقعوا{[37920]} الترك لأمر الله وأوجدوا عصيانه وفعلوا الخروج عن طريق الحق و{[37921]} الخروج عن دائرة الصلاح ، وهو كونهم أمة واحدة إلى دين أبيهم آدم صَفيُ الله عليه السلام{[37922]} ؛ثم علل ذلك الحقوق بقوله : { أنهم لا يؤمنون* } أي لا يتجدد{[37923]} منهم إيمان أصلاً ، وعبر بالفسق المراد به الكفر لأن السياق للخروج عن دائرة الدين الحق في قوله { وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا } وهذا المعنى أحق بالتعبير للفسق الذي أصله الخروج عن محيط في قولهم : فسقت الرطبة عن قشرها - أي خرجت{[37924]} ، أو{[37925]} يكون المعنى : حقت الربوبية له سبحانه بهذا الدليل ، وهو فعل هذه الأمور المختتمة بالتدبير المقتضي للوحدانية له سبحانه{[37926]} قطعاً لأنه لو كان قادر يساويه في مقدوره لأمكن أن يمانعه ، وبطل أن يكون قادراً ، و{[37927]} حق أن{[37928]} من زاغ عن الحق كان في الضلال كما حق هذا { كذلك حقت } أي ثبتت ثباتاً عظيماً{[37929]} { كلمت ربك على } كل { الذين } قضى بفسقهم منهم . و{[37930]} { أنهم لا يؤمنون } تفسير لكلمته التي حقت ؛ والرزق : جعل العطاء الجاري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.