محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (33)

[ 33 ] { كذلك حقّت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون 33 } .

{ كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون } أي ثبت حكمه وقضاؤه على الذين تمردوا في كفرهم ، وخرجوا إلى الحد الأقصى فيه . وقوله { أنهم لا يؤمنون } بدل من الكلمة ، أي حق عليهم انتفاء الإيمان . وعلم الله منهم ذلك . أو أراد بالكلمة العدة بالعذاب ، و { أنهم لا يؤمنون } تعليل بمعنى { لأنهم لا يؤمنون } أفاده الزمخشري أي كقوله تعالى{[4733]} : { قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين } وقوله تعالى{[4734]} : { أفمن حقت عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار } قيل : { الذين فسقوا } مظهر وضع موضع ضمير المخاطبين للإشعار بالعلية ، و ( الفسق ) هنا التمرد في الكفر ، فآل الكلام إلى أن كلمة العذاب حقت عليهم ، لتمردهم في كفرهم ، ولأنهم لا يؤمنون ، وهو تكرار . وأجيب بأنه تصريح بما علم ضمنا من { الذين فسقوا } ، أو دلالة على شرف الإيمان بأن عذاب المتمردين في الكفر بسبب انتفاء الإيمان .


[4733]:[39 / الزمر / 71].
[4734]:[39 / الزمر / 19].