المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

25- لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم عند الله أجر غير مقطوع عنهم ولا محسوب عليهم

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

{ فبشرهم بعذاب أليم* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون } غير مقطوع ولا منقوص .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

قوله : فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ ألِيمٍ : يقول جلّ ثناؤه : فبشر يا محمد هؤلاء المكذّبين بآيات الله ، بعذاب أليم لهم عند الله موجع إلاّ الّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصّالِحاتِ يقول : إلاّ الذين تابوا منهم وصدّقوا ، وأقرّوا بتوحيده ، ونبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالبعث بعد الممات . وعملوا الصالحات يقول : وأدّوا فرائض الله ، واجتنبوا ركوب ما حرّم الله عليهم ركوبه .

وقوله : لَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ يقول تعالى ذكره : لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثواب غير محسوب ولا منقوص . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس قوله : لَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٌ يقول : غير منقوص .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونِ يعني : غير محسوب .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات استثناء منقطع أو متصل والمراد من تاب وآمن منهم لهم أجر غير ممنون مقطوع أو ممنون به عليهم .

ختام السورة:

وعن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الانشقاق أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

ثم استثنى تعالى من كفار قريش القوم الذين كان سبق لهم الإيمان في قضائه ، و { ممنون } معناه : مقطوع من قولهم : حبل منين أي مقطوع ، ومنه قول الحارث بن حلّزة اليشكري : [ الخفيف ]

فترى خلفهن من شدة الرجع . . . منيناً كأنني أهباء{[11716]}

يريد غباراً متقطعاً ، وقال ابن عباس : { ممنون } بمعنى : معدود عليهم محسوب منغص بالمن{[11717]} .


[11716]:هذا البيت من معلقة الحارث بن حلزة، والضمير في "خلفها" يعود على الناقة التي كان الشاعر يصفها في الأبيات السابقة ويقول: إنها آنست صوتا وأفزعها القناص حين دنا الإمساء، والرجع: رجع قوائمها، والوقع: وع خفافها، والمنين: الغبار الدقيق، وكل ضعيف فهو منين، والأهباء: جمع هباء، وهو الغبار الذي ينتشر كأنه دخان، وتراه إذا دخلت الشمس من نافذة أو كوة كأنه غبار يتناثر من السماء، ويروى البيت: الإهباء – بكسر الهمزة- ومعناها: إثارة الناقة للهباء، يقول: لقد ذعرت وفرت، وجعلت تعدو بسرعة مثيرة خلفها الغبار الرقيق المتفرق.
[11717]:بمعنى أن الله تعالى لا يمن عليهم الأجر الذي يعطيه لهم.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول: إلاّ الذين تابوا منهم وصدّقوا، وأقرّوا بتوحيده، ونبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبالبعث بعد الممات." وعملوا الصالحات "يقول: وأدّوا فرائض الله، واجتنبوا ركوب ما حرّم الله عليهم ركوبه.

وقوله: "لَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ" يقول تعالى ذكره: لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثواب غير محسوب ولا منقوص...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

[غير ممنون]: غير منقوص ولا مقطوع...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وفي معنى: {غير ممنون} وجوه؛

(أحدها): أن ذلك الثواب يصل إليهم بلا من ولا أذى.

(وثانيها): من غير انقطاع.

(وثالثها): من غير تنغيص.

(ورابعها): من غير نقصان.

والأولى أن يحمل اللفظ على الكل، لأن من شرط الثواب حصول الكل، فكأنه تعالى وعدهم بأجر خالص من الشوائب دائم لا انقطاع فيه ولا نقص ولا بخس، وهذا نهاية الوعد فصار ذلك ترغيبا في العبادات، كما أن الذي تقدم هو زجر عن المعاصي والله سبحانه وتعالى أعلم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إلا الذين آمنوا} أي أقروا بالإيمان {وعملوا} دلالة على صدق إيمانهم {الصالحات}. ولما تقدم أن من حوسب عذب، وأن الناجي إنما يكون حسابه عرضاً، علم أنه ليس للأعمال دخل في الحقيقة في الأجر، وإنما المدار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم على التغمد بالرحمة حتى في تسمية النعيم أجراً، أسقط الفاء المؤذنة بالسبب تنبيهاً على ذلك بخلاف ما في سورة التين لما يأتي من اقتضاء سياقها للفاء فقال: {لهم أجر} أي عظيم وثواب جزيل يعلمه الله تعالى وهو التجاوز عن صغائرهم وسترها {غير ممنون} أي مقطوع أو منقوص أو يمتن عليهم به في الدنيا والآخرة يؤتون ذلك في يوم الدين يوم تنشق السماء وتمد الأرض ويثوب الكفار ما كانوا يفعلون.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وفي الوقت ذاته يعرض ما ينتظر المؤمنين الذين لا يكذبون، فيستعدون بالعمل الصالح لما يستقبلون. ويجيء هذا العرض في السياق كأنه استثناء من مصير الكفار المكذبين: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. لهم أجر غير ممنون).. وهو الذي يقال عنه في اللغة إنه استثناء منقطع. فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لم يكونوا داخلين ابتداء في تلك البشارة السوداء ثم استثنوا منها!...