المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

25- لكن يذوقون ماء بالغاً الغاية في الحرارة ، وصديداً يسيل من جلود أهلها .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

قال أبو العالية : استثنى من البرد الحميم ومن الشراب الغساق . وكذا قال الربيع بن أنس . فأما الحميم : فهو الحار الذي قد انتهى حره وحُموه . والغَسَّاق : هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم ، فهو بارد لا يستطاع من برده ، ولا يواجه من نتنه . وقد قدمنا الكلام على الغساق في سورة " ص " {[29663]} بما أغنى عن إعادته ، أجارنا الله من ذلك ، بمنه وكرمه .

قال ابن جرير : وقيل : المراد بقوله : { لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا } يعني : النوم ، كما قال الكندي :

بَرَدت مَرَاشفها عَلَيّ فصدّني *** عنها وَعَنْ قُبُلاتها ، البَرْدُ

يعني بالبرد : النعاس والنوم{[29664]} هكذا ذكره ولم يَعزُه إلى أحد . وقد رواه ابن أبي حاتم ، من طريق السدي ، عن مرة الطيب . ونقله عن مجاهد أيضا . وحكاه البغوي عن أبي عُبَيدة ، والكسائي أيضا .


[29663]:- (1) انظر تفسير الآية: 57 من سورة "ص".
[29664]:- (2) تفسير الطبري (30/9).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

واستثناء { حميماً وغساقاً } من { برداً } أو { شراباً } على طريقة اللف والنشر المرتب ، وهو استثناء منقطع لأن الحميم ليس من جنس البرد في شيء إذ هو شديد الحرّ ، ولأن الغساق ليس من جنس الشراب ، إذ ليس المُهل من جنس الشراب .

والمعنى : يذوقون الحميم إذ يُراق على أجسادهم ، والغَساق إذ يسيل على مواضع الحرق فيزيد ألمهم .

وصورة الاستثناء هنا من تأكيد الشيء بما يشبه ضده في الصورة .