المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

19- ولا تتكبروا على الله بتكذيب رسوله ، لأني آتيكم بمعجزة واضحة تبين صدق نبوتي ورسالتي .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

وقوله : { وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ } أي : لا تستكبروا عن اتباع آياته ، والانقياد لحججه والإيمان ببراهينه {[26202]} ، كقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر : 60 ] .

{ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ [ مُبِينٍ ] } {[26203]} أي : بحجة ظاهرة واضحة ، وهي ما أرسله الله به من الآيات البينات والأدلة القاطعة {[26204]} .


[26202]:- (2) في أ: "بألوهيته".
[26203]:- (3) زيادة من ت، م، أ.
[26204]:- (4) في ت، من أ: "القاطعات".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَأَن لاّ تَعْلُواْ عَلَى اللّهِ إِنّيَ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مّبِينٍ * وَإِنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ * وَإِن لّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَاعْتَزِلُونِ } .

يقول تعالى ذكره : وجاءهم رسول كريم ، أن أدّوا إليّ عباد الله ، وبأن لا تعلوا على الله .

وعنى بقوله : أنْ لا تَعْلُوا على اللّهِ أن لا تطغو وتبغوا على ربكم ، فتكفروا به وتعصوه ، فتخالفوا أمره إنّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِين يقول : إني آتيكم بحجة على حقيقة ما أدعوكم إليه ، وبرهان على صحته ، مبين لمن تأملها وتدبرها أنها حجة لي على صحة ما أقول لكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وأنْ لا تَعْلُوا على اللّهِ : أي لا تبغوا على الله إنّي آتِيكُمْ بسُلْطانٍ مُبِين : أي بعذر مبين .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، بنحوه .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وأنْ لا تَعْلُوا على اللّهِ يقول : لا تفتروا على الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

المعنى كانت رسالتُه وقولُه : { أن أدوا } [ الدخان : 18 ] { وأن تعلوا } وعبر بالعلو عن الطغيان والعتو على الله تعالى وعلى شرعه وعلى رسوله .

وقرأ الجمهور : «إني آتيكم » بكسر الألف على الإخبار المؤكد ، والسلطان : الحجة ، فكأنه قال : لا تكفروا ، فإن الدليل المؤدي إلى الإيمان بيّن . وقرأت فرقة : «أني آتيكم » بفتح الألف . و «أن » في موضع نصب بمعنى : لا تكفروا من أجل أني آتيكم بسلطان مبين ، فكأن مقصد هذا الكلام التوبيخ ، كما تقول لإنسان : لا تغضب ، لأن الحق قيل لك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

و{ أن لا تعلوا } عطف على { أن أدوا إلي } . وأعيد حرف { أنْ } التفسيرية لزيادة تأكيد التفسير لمدلول الرسالة . و { لا } ناهية ، وفعل { تعلوا } مجزوم ب { لا } الناهية .

وجملة { إني آتيكم بسلطان مبين } علة جديرة بالعود إلى الجمل الثلاث المتقدمة وهي { أدوا إلي عباد الله } ، { إني لكم رسول أمين } ، { وأن لا تعلوا على الله } لأن المعجزة تدل على تحقق مضامين تلك الجمل مَعلولِها وعلتها .

والسلطان من أسماء الحجة قال تعالى : { إن عندكم من سلطانٍ بهذا } [ يونس : 68 ] فالحجة تلجىء المحوج على الإقرار لمن يحاجّه فهي كالمتسلط على نفسه .

والمعجزة : حجة عظيمة ولذلك وصف السلطان ب { مبين } ، أي وَاضح الدلالة لا ريب فيه . وهذه المعجزة هي انقلاب عصاه ثعباناً مبيناً .

و { آتيكم } مضارع أو اسم فاعل ( أتى ) .

وعلى الاحتمالين فهو مقتض للإتيان بالحجّة في الحال .