نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

ولما كان استعباد{[57427]} عبد الغير بغير حق في صورة العلو على مالك العبد قال : { وأن لا تعلوا } أي تفعلوا باستعبادكم لبني إسرائيل نبي الله ابن خليل الله فعل العالي { على الله } الذي له مجامع العظمة ومعاقد{[57428]} العزة بنفوذ الكلمة وجميع أوصاف الكمال فإنكم إن فعلتم ذلك أخذكم بعزته ودمركم بعظمته .

ولما كان علو من يتصرف {[57429]}في العبد{[57430]} على مالك العبد لا يثبت إلا بعد ثبوت{[57431]} أنه ملكه وأنه لا يحب التصرف فيه ، علل ذلك بقوله مؤكداً لأجل [ أن-{[57432]} ] ما أتى به بصدد أن ينكروه{[57433]} لأن النزوع عما استقر في النفس ومضى عليه الإلف{[57434]} بعيد : { إني آتيكم } وهو يصح أن يكون اسم فاعل وأن يكون فعلاً مضارعاً . ولما كان فعلهم فعل العالي على السلطان ، قال : { بسلطان } أي أمر باهر قاهر من عند مالكهم ، لا يسوغ لأحد الاستعلاء عليه فكيف بالاستعلاء على من هو بأمره{[57435]} { مبين * } أي واضح في نفسه سلطنته ومظهر لغيره ذلك .


[57427]:من ظ ومد، وفي الأصل: أسعار.
[57428]:من ظ ومد، وفي الأصل: مقاعد.
[57429]:من مد، وفي الأصل وظ: بالعبد.
[57430]:من مد، وفي الأصل وظ: بالعبد.
[57431]:من ظ ومد، وفي الأصل: ثبوته.
[57432]:زيد من مد.
[57433]:من مد، وفي الأصل و ظ: ينكرونه.
[57434]:من ظ ومد، وفي الأصل: الأنف.
[57435]:من ظ ومد، وفي الأصل: يأمر.