فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

{ وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ } أي لا تتجبروا ولا تتكبروا عليه بترفعكم عن طاعته ومتابعة رسله وإهانة وحيه وهذا أوضح ، وقيل : لا تبغوا على الله وقيل : لا تفتروا عليه ، قاله ابن عباس ، والأول أولى ، والفرق بين البغي والافتراء أن البغي بالفعل والافتراء بالقول ، وقال ابن عباس أيضا لا تعثوا ، وقال ابن جريج لا تتعظموا ، وقال يحيى بن سلام لا تستكبروا والفرق بينهما أن التعاظم تطاول المقتدر ، والاستكبار ترفع المحتقر ، أفاده الماوردي .

وجملة { إِنِّي آَتِيكُمْ } تعليل لما قبلها من النهي قرأ الجمهور بكسر همزة إني وقرئ بالفتح بتقدير اللام { بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } أي بحجة بينة واضحة يعترف بصحتها كل عاقل ، ولا سبيل إلى إنكارها ، وقال قتادة وابن عباس بعذر بين ، والأول أولى ، وبه قال يحيى بن سلام .