في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

" فادخلي في عبادي " . . المقربين المختارين لينالوا هذه القربى . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وأبو شيخ ، والضحاك ، واليماني ، ومجاهد ، وأبو جعفر فادخلني في عبدي ) ، فالنفس –على هذا- ليست باسم الجنس ، وإنما خاطب مفردة ، قال أبو شيخ : الروح تدخل في البدن ، وفي مصحف أبي بن كعب : " يا أيتها الآمنة المطمئنة ، التي إلى ربك راضية مرضية ، فارجعي في عبدي " ، وقرأ سالم بن عبد الله : " فادخلي في عبادي ولجي جنتي " . وتحتمل قراءة " عبدي " أن يكون " العبد " اسم جنس ، جعل عباده كالشيء الواحد دلالة على الالتحام ، كما قال عليه الصلاة والسلام :

" وهم يد على من سواهم " {[11822]} . وقال آخرون : هذا النداء إنما هو الموقف عندما ينطلق بأهل النار إلى النار ، فنداء النفوس على هذا إنما هو نداء أرباب النفوس مع النفوس . ومعنى ( ارجعي إلى ربك )- على هذا إلى رحمة ربك والعباد هنا الصالحون المتقون .


[11822]:أخرجه أبو داود في الجهاد والديات، والنسائي في القسامة، وابن ماجه في الديات، وأحمد في مسنده (1/119، 122، 2/180، 192، 211، 215) ولفظه كما في مسند أحمد عن أبي حسان أن عليا رضي الله عنه كان يأمر بالأمر فيؤتى، فيقال: قد فعلنا كذا وكذا، فيقول: صدق الله ورسوله، قال: فقال له الأشتر: إن هذا الذي تقول قد تفشغ في الناس –كثر وانتشر- أفشيء عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال علي رضي الله عنه: ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خاصة دون الناس، إلا شيء سمعته منه فهو في صحيفة في قراب سيفي، قال: فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة، قال: فإذا فيها: (من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل)، قال: وإذا فيها: (إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم المدينة، حرام ما بين حرتيها وحماها كله، لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشار بها، ولا تقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره، ولا يحمل فيها السلاح لقتال)، قال: وإذا فيها: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

وفرع على هذه البشرى الإِجمالية تفصيل ذلك بقوله : { فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } فهو تفصيل بعد الإِجمال لتكرير إدخال السرور على أهلها .

والمعنى : ادخلي في زمرة عبادي . والمراد العباد الصالحون بقرينة مقام الإِضافة مع قرنه بقوله : { جنتي } . ومعنى هذا كقوله تعالى : { لندخلنهم في الصالحين } [ العنكبوت : 9 ] .

فالظرفية حقيقية وتؤول إلى معنى المعية كقوله تعالى : { فأولئك مع الذين أنعم اللَّه عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً } [ النساء : 69 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "ارْجِعي إلى رَبّكِ" اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : هذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن قيل الملائكة لنفس المؤمن عند البعث ، تأمرها أن ترجع في جسد صاحبها قالوا : وعُنِي بالردّ هاهنا صاحبها ... عن ابن عباس ، قوله : "يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ ارْجِعي إلى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيّةً" قال : تردّ الأرواح المطمئنة يوم القيامة في الأجساد ...

وقال آخرون : بل يقال ذلك لها عند الموت ...

وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن عباس والضحاك ، أن ذلك إنما يقال لهم عند ردّ الأرواح في الأجساد يوم البعث لدلالة قوله : "فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنّتِي" .

["فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنّتِي"] اختلف أهل التأويل في معنى ذلك؛

فقال بعضهم : معنى ذلك : فادخلي في عبادي الصالحين ، وادخلي جنتي ...

وقال آخرون : معنى ذلك : فادْخُلِي في طَاعَتِي وَادخُلِي جَنّتِي ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي عبادي الصالحين...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

"فَادْخُلِي فِي عِبَادِي" أي: انضمي إلى عبادي المقربين ، وهذه حالة شريفة ، وذلك لأن الأرواح الشريفة القدسية تكون كالمرايا المصقولة ، فإذا انضم بعضها إلى البعض حصلت فيما بينها حالة شبيهة بالحالة الحاصلة عند تقابل المرايا المصقولة من انعكاس الأشعة من بعضها على بعض ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ثم بيّن ما أجمل من الرجوع فقال سبحانه : { فادخلي } أي بسبب هذا الأمر { في عبادي } أي في زمرة الصالحين الوافدين عليَّ ، الذين هم أهل للإضافة إليَّ ، أو في أجساد عبادي التي خرجت في الدنيا منها ...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

أي في زمرتهم وهم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

المقربين المختارين لينالوا هذه القربى . ...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

الذين اختارهم الله لنفسه ليكونوا جنده الغالبين ، وحزبه المفلحين ، وأولياءه المطيعين . ...