الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

قوله : { فِي عِبَادِي } يجوزُ أَنْ يكونَ : في جسد عبادي ويجوزُ أَنْ يكونَ المعنى : في زُمْرة عبادي . وقرأ ابن عباس وعكرمة وجماعةٌ " في عبدي " والمرادُ الجنسُ ، وتَعَدَّى الفعلُ الأولُ ب " في " لأنَّ الظرفَ ليس بحقيقي نحو : " دخلت في غِمار الناس " ، وتعدَّى الثاني بنفسِه لأنَّ الظرفيةَ متحققةٌ ، كذا قيل ، وهذا إنما يتأتَّى على أحدِ الوجهَيْنِ ، وهو أنَّ المرادَ بالنفس بعضُ المؤمنين ، وأنه أَمْرٌ بالدخولِ في زُمْرة عبادِه ، وأمَّا إذا كان المرادُ بالنفسِ الروحَ ، وأنها مأمورةٌ بدخولِها في الأجساد فالظرفيةُ فيه متحقِّقةٌ أيضاً .