فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

{ فادخلي في عبادي } المؤمنين أي في زمرة عبادي الصالحين وكوني من جملتهم ، وانتظمي في سلكهم : وهذا يشعر بأن النفس بمعنى الذات ، ويجوز أن تكون بمعنى الروح كما أشار له البيضاوي { وادخلي جنتي } معهم قيل أنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ويقال لها ادخلي في عبادي وادخلي جنتي يوم القيامة .

وأتى بالفاء فيما لم يتراخ عن الموت وبالواو فيما يتراخى عنه .

والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم لأن السورة مكية ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

عن سعيد بن جبير قال : " مات ابن عباس في الطائف فجاء طير لم ير على خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا ندري من تلاها { يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية } . الآية أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني ، وعن عكرمة مثله ، أخرجه أبو نعيم في الدلائل .