الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي} (29)

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ارجعي إلى ربك } قال : ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : يسيل واد من أصل العرش ، فتنبت فيه كل دابة على وجه الأرض ، ثم تطير الأرواح فتؤمر أن تدخل الأجساد ، فهو قوله : { ارجعي إلى ربك راضية مرضية } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ارجعي إلى ربك راضية } قال : بما أعطيت من الثواب { مرضية } عنها بعملها { فادخلي في عبادي } المؤمنين .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } الآية ، قال : إن الله إذا أراد قبض عبده المؤمن اطمأنت النفس إليه ، واطمأن إليها ، ورضيت عن الله ، ورضي الله عنها أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله : { ارجعي إلى ربك } قال : هذا عند الموت رجوعها إلى ربها خروجها من الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قيل لها : { فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } .

وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : «قل اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك » .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : المخبتة إلى الله .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة والحسن { يا أيتها النفس المطمئنة } إلى ما قال الله المصدقة بما قال .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { يا أيتها النفس المطمئنة } قال : هذا المؤمن اطمأن إلى ما وعد الله { فادخلي في عبادي } قال : ادخلي في الصالحين وادخلي جنتي .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه { ارجعي إلى ربك } قال : إلى جسدك .

وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في الآية قال : إن المؤمن إذا مات رأى منزله من الجنة فيقول تبارك وتعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي } إلى جسدك الذي خرجت منه { راضية } ما رأيت من ثوابي مرضياً عنك حتى يسألك منكر ونكير .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { فادخلي في عبادي } قال : مع عبادي .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه { يا أيتها النفس المطمئنة } الآية قال : بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : مات ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف ، فجاء طير لم تر عين خلقته ، فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجاً منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدري من تلاها { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } .