{ ولقد صبحهم بكرة عذابٌ مستقر } : أي نزل بهم بكرة صباحاً عذاب مستقر لا يفارقهم أبداً هلكوا به في الدنيا ويصحبهم في البرزخ ويلازمهم في الآخرة .
أما باقي الأمة فهلاكهم كان كما أخبر تعالى عنه بقوله : { ولقد صبحهم بكرة } أي صباحاً { عذابٌ مستقر } أي دائم لهم ملازم لا يفارقهم ذاقوه في الدنيا موتاً وصاحبهم برزخاً ويلازمهم في جهنم لا يفارقهم .
ولما كان بقاؤهم بعد هذا على حال كفرهم عجباً إذ العادة قاضية بأن من أخذ ارعوى ولو كان أفجر الخلق ، وسأل العفو عنه صدقاً أو كذباً خداعاً ومكراً ليخلص مما هو فيه . . . بثباتهم على تكذيبهم حتى عذبوا على قرب العهد فقال مقسماً : { ولقد صبحهم } أي أتاهم في وقت الصباح ، وحقق المعنى بقوله : { بكرة } أي في أول النهار العذاب ، ولو كان أول نهارك الذي أنت به كان معرفة فامتنع . . . { عذاب } أي قلع بلادهم ورفعها ثم قلبها ، وحصبها بحجارة من نار وخسفها وغمرها بالماء المنتن الذي لا يعيش به حيوان { مستقر * } أي ثابت عليهم غير مزايل بخيال ولا سحر كما قالوا عند الطمس فإنه أهلكهم فاتصل بعذاب البرزخ المتصل بعذاب القيامة المتصل بالعذاب الأكبر في الطبقة التي تناسب أعمالهم من عذاب النار
قوله : { ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقر } يعني أتاهم عذاب الله بكرة أي عند طلوع الفجر ، إذ قلب الله الأرض بهم فجعل عاليها سافلها ثم أتبعهم برمي الحجارة زيادة في التنكيل . وذلك عذاب من الله مستقر ، لا مفر منه ولا محيد عنه . وقيل : استقر فيهم ذلك العذاب إلى يوم القيامة حتى يوافوا العذاب الأكبر وهو عذاب جهنم .