المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

94- وإذ ثبت عجزهم ، فمن اختلق منهم الكذب على الله من بعد لزوم الحُجة فهم المستمرون على الظلم المتصفون به حقاً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

93

ثم يهدد من يفتري الكذب منهم على الله بأنه إذن ظالم ، لا ينصف الحقيقة ، ولا ينصف نفسه ، ولا ينصف الناس . وعقاب الظالم معروف ، فيكفي أن يوصموا بهذه الوصمة ، ليتقرر نوع العذاب الذي ينتظرهم . وهم يفترون الكذب على الله . وهم إليه راجعون . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ }

يعني جلّ ثناؤه بذلك : فمن كذب على الله منا ومنكم من بعد مجيئكم بالتوراة ، وتلاوتكم إياها ، وعَدَمِكُم ما ادّعيتم من تحريم الله العروق ولحوم الإبل وألبانها فيها ، { فأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ } يعني : فمن فعل ذلك منهم { فأُولَئِكَ } يعني فهؤلاء الذين يفعلون ذلك ، { هُمُ الظّالِمُونَ } يعني فهم الكافرون القائلون على الله الباطل . كما :

حدثنا المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا هشيم ، عن زكريا ، عن الشعبي : { فأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ } قال : نزلت في اليهود .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

قوله : { فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك } تحتمل الإشارة -بذلك- أن تكون إلى ثلاثة أشياء : أحدها : أن تكون إلى التلاوة إذ مضمنها بيان المذهب وقيام الحجة ، أي فمن كذب منا على الله تعالى أو نسب إلى كتب الله ما ليس فيها فهو ظالم واضع الشيء غير موضعه ، والآخر : أن تكون الإشارة إلى استقرار التحريم في التوراة ، لأن معنى الآية : { كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه } [ آل عمران : 93 ] ، ثم حرمته التوراة عليهم عقوبة لهم ، { فمن افترى على الله الكذب } ، وزاد في المحرمات فهو الظالم ، والثالث : أن تكون الإشارة إلى الحال بعد تحريم إسرائيل على نفسه ، وقبل نزول التوراة ، أي من تسنن بيعقوب وشرع ذلك دون إذن من الله ، ومن حرم شيئاً ونسبه إلى ملة إبراهيم فهو الظالم ، ويؤيد هذا الاحتمال الأخير ، قوله تعالى { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم }{[3333]} فنص على أنه كان لهم ظلم في معنى التحليل والتحريم ، وكانوا يشددون فشدد الله عليهم ، كما فعلوا في أمر البقرة ، وبخلاف هذه السيرة جاء الإسلام في قوله صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تعسروا ) {[3334]} ، وقوله : ( دين الله يسر ) {[3335]} وقوله : ( بعثت بالحنيفية السمحة ){[3336]} .


[3333]:- من الآية (16) من سورة النساء.
[3334]:- أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، والإمام أحمد- عن أنس (الجامع الصغير: 2/656).
[3335]:- أخرجه البخاري وهو من أفراده، والنسائي عن أبي هريرة (القسطلاني: 1/123).
[3336]:- أخرجه الخطيب في التاريخ عن جابر. (الجامع الصغير: 1/427).