المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

29- ويكفينا الله بعلمه وحكمه شهيداً وفاصلاً بيننا وبينكم . إنا كنا بمعزل عنكم لا نشعر بعبادتكم لنا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

{ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ْ } ما أمرناكم بها ، ولا دعوناكم لذلك ، وإنما عبدتم من دعاكم إلى ذلك ، وهو الشيطان كما قال تعالى : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ْ } .

وقال : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ْ }

فالملائكة الكرام والأنبياء والأولياء ونحوهم يتبرؤون ممن عبدهم يوم القيامة ويتنصلون من دعائهم إياهم إلى عبادتهم وهم الصادقون البارون في ذلك ، فحينئذ يتحسر المشركون حسرة لا يمكن وصفها ، ويعلمون مقدار ما قدموا من الأعمال ، وما أسلفوا من رديء الخصال ، ويتبين لهم يومئذ أنهم كانوا كاذبين ، وأنهم مفترون على الله ، قد ضلت عبادتهم ، واضمحلت معبوداتهم ، وتقطعت بهم الأسباب والوسائل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

{ فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم } فإنه العالم بكنه الحال . { إن كنا عن عبادتكم لغافلين } { إن } هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

و { شهيداً } نصب عل التمييز ، وقيل على الحال ، «وأن » هذه عند سيبويه هي مخففة موجبة حرف ابتداء ولزمتها اللام فرقاً بينها وبين «إن » النافية ، وقال الفراء : «إن » بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

جملة : { فكفى بالله شهيدا } مؤكدة بالقسم ليُثبتوا البراءة مما ألصق بهم . وجواب القسم { إن كنا عن عبادتكم لغافلين } . وليس قولهم : { كفى بالله شهيدا } قسما على كلامهم المتقدم لأن شأن القسم أن يكون في صدر الجملة .

وعطفت جملة القسم بالفاء للدلالة على أن القسم متفرع على الكلام المتقدم لأن إخبارهم بنفي أن يكونوا يعبدونهم خبرٌ غريب مخالف لما هو مشاهد فناسب أن يفرع عليه ما يحققه ويبينه مع تأكيد ذلك بالقسم . والإتيان بفاء التفريع عند تعقيب الكلام بجملة قسمية من فصيح الاستعمال ، كقوله تعالى : { كمَا أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } [ الحجر : 90 93 ] . ومن خصائصه أنه إذا عطف بفاء التفريع كان مُؤكداً لما قبله بطريق تفريع القسم عليه ومؤكِّداً لما بعده بطريق جواب القسم به .

وهذه الآية لم تفسَّر حق تفسيرها .

والشهيد : الشاهد ، وهو المؤيد والمصدّق لدعوى مدع ، كما تقدم في قوله تعالى : { فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا } [ النساء : 6 ] .

و ( كفى ] بمعنى أجزأ وأغنى عن غيره . وتقدم في قوله تعالى : { وكفى بالله وليا } في سورة [ النساء : 45 ] . وهو صيغة خبر مستعمل في إنشاء القسم . والباء مزيدة للتأكيد . وأصله كفى الله شهيداً .

وانتصب : شهيدا } على التمييز لنسبة الكفاية إلى الله لما فيها من الإجمال .

وجملة : { إن كنا عن عبادتكم لغافلين } جواب للقسم . ( وإنْ ) مخففة من ( إنّ ) . واسمها ضمير شأن ملتزم الحذف .

وجملة : { كنا عن عبادتكم لغافلين } مفسّرة لضمير الشأن . واللام فارقة بين ( إنْ ) المؤكدة المخففة و ( إنْ ) النافية .

وتقديم قوله : { عن عبادتكم } على عامله للاهتمام وللرعاية على الفاصلة .