فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

{ فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } إن كنا أمرناكم بعبادتنا ، أو رضينا ذلك منكم { إِن كُنَّا عَن عِبَادَتِكُمْ لغافلين } " إن " هي المخففة من الثقيلة ، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية ، والقائل لهذا الكلام هم : المعبودون . قالوا لمن عبدهم من المشركين : إنا كنا عن عبادتكم لنا لغافلين ، والمراد بالغفلة هنا : عدم الرضا بما فعله المشركون من العبادة لهم ، وفي هذا دليل على أن هؤلاء المعبودين غير الشياطين ، لأنهم يرضون بما فعله المشركون من عبادتهم ، ويمكن أن يكونوا من الشياطين ، ويحمل هذا الجحد منهم على أنهم لم يجبروهم على عبادتهم ، ولا أكرهوهم عليها .

/خ30