البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

وانتصب شهيداً ، قيل : على الحال ، والأصح على التمييز لقبوله مِن .

وتقدم الكلام في كفى وفي الياء ، وأنْ هي الخفيفة من الثقيلة .

وعند القراء هي النافية ، واللام بمعنى إلا ، وقد تقدم الكلام في ذلك .

واكتفاؤهم بشهادة الله هو على انتفاء أنهم عبدوهم .

ثم استأنفوا جملة خبرية أنهم كانوا غافلين عن عبادتهم أي : لا شعور لنا بذلك .

وهذا يرجح أن الشركاء هي الأصنام كما قال ابن عطية ، لأنه لو كان الشركاء ممن يعقل من إنسي أو جني أو ملك لكان له شعور بعبادتهم ، ولا شيء أعظم سبباً للغفلة من الجمادية ، إذ لا تحس ولا تشعر بشيء البتة .