ف { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا } أي : كثيًرا ، بعضه فوق بعض .
وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا ، لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق ، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب والقلة ، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير ، فإن هذا قد تاجر مع الله ، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق .
وكان قول هذا الكافر { أهلكت مالا لبدا } كذبا منه فلذلك قال تعالى [ أيحسب أن لم يره أحد ] أي أنه رئي وأحصي فعله فما باله يكذب ومن قال إن المراد اسم الجنس غير معين مفرد جعل قوله تعالى [ أيحسب أن لم يره أحد ] بمعنى : أيظن الإنسان أن ليس عليه حفظة يرون أعماله ويحصونها إلى يوم الجزاء ؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وجسمه فيما أبلاه وماله من أين كسبه وأين أنفقه ){[11830]} .
واختلف القراء في قوله ( لبدا ) فقرأ جمهور القراء بضم اللام وفتح الباء وقرأ مجاهد ( لبدا ) بضمهما وذلك جمع لبدة أو جمع لبود بفتح اللام وقرأ أبو جعفر يزيد : ( لبدا ) بضم اللام وفتح الباء وشدها فيكون مفردا نحو ( رمل ) ويكون جمع " لابد " وقد روي عن أبي جعفر ( لبدا ) بسكون الباء والمعنى في هذه القراءات كلها مالا كثيرا متلبدا بعضه فوق بعض من التكاثف والكثرة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.