تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } أي : أجريت عليك صنائعي ونعمي ، وحسن عوائدي ، وتربيتي ، لتكون لنفسي حبيبا مختصا ، وتبلغ في ذلك مبلغا لا يناله أحد من الخلق ، إلا النادر منهم ، وإذا كان الحبيب إذا أراد اصطناع حبيبه من المخلوقين ، وأراد أن يبلغ من الكمال المطلوب له ما يبلغ ، يبذل غاية جهده ، ويسعى نهاية ما يمكنه في إيصاله لذلك ، فما ظنك بصنائع الرب القادر الكريم ، وما تحسبه يفعل بمن أراده لنفسه ، واصطفاه من خلقه ؟ "

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

( واصطنعتك لنفسي )خالصا مستخلصا ممحضا لي ولرسالتي ودعوتي . . ليس بك شيء من هذه الدنيا ولا لهذه الدنيا . إنما أنت للمهمة التي صنعتك على عيني لها واصطنعتك

لتؤديها . فما لك في نفسك شيء . وما لأهلك منك شيء ، وما لأحد فيك شيء .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

{ واصطنعتك لنفسي } واصطفيتك لمحبتي مثله فيما خوله من الكرامة بمن قربه الملك واستخلصه لنفسه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

{ واصطنعتك } معناه جعلتك موضع الصنيعة ومقر الإجمال والإحسان ، وقوله { لنفسي } إضافة تشريف ، وهكذا كما تقول بيت الله ونحوه والصيام لي وأنا أجزي به{[8109]} وعبر ب «النفس » عن شدة القرب وقوة الاختصاص .


[8109]:هذا جزء من حديث متفق عليه.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

من هنا ختم الامتنان بما هو الفذلكة ، وذلك جملة { واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } الذي هو بمنزلة ردّ العجز على الصدر على قوله { ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك } الآية ، وهو تخلص بديع إلى الغرض المقصود وهو الخطاب بأعمال الرسالة المبتدأ من قوله : { وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى } [ طه : 13 ] ومن قوله : { اذهب إلى فرعون إنّه طغى } [ طه : 24 ] .

والاصطناع : صنع الشيء باعتناء . واللام للأجْل ، أي لأجْل نفسي . والكلام تمثيل لِهيئة الاصطفاء لتبليغ الشريعة بهيئة من يصطنع شيئاً لفائدة نفسه فيصرف فيه غاية إتقان صنعه .