53- قالوا : لا تخف واطمئن ، فإنا نبشرك بمولود لك يؤتيه الله - تعالى - في مستقبل حياته علما عظيما{[108]} .
{ قالوا لا تؤجل } وقرئ " لا تأجل " و " لا توجل " من أوجله " ولا تواجل " من واجله بمعنى أوجله . { إنا نبشرّك } استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل ، فإن المبشر لا يخاف منه . وقرأ حمزة نبشرك بفتح النون والتخفيف من البشر . { بغلام } هو إسحاق عليه السلام لقوله : { وبشرناه بإسحاق } . { عليم } إذا بلغ .
وقرأ الجمهور «لا توجل » مستقبل وجل ، وقرأ الحسن «لا تُؤجل » بضم التاء على بناء الفعل للمفعول من أوجل ، لأن وجل لا يتعدى ، وكانت هذه البشارة بإسحاق ، وذلك بعد مولد إسماعيل بمدة ، وقول إبراهيم { الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق }{[7187]} [ إبراهيم : 39 ] وليس يقتضي أنهما حينئذ وهبهما بل قبل الحمد بكثير .
أما جملة { إنا نبشرك بغلام عليم } فهي استئناف كلام آخر بعد أن قدّم إليهم القِرى وحضرت امرأته فبشّروه بحضرتها كما فُصّل في سورة هود .
والغلام العليم : إسحاق عليه السلام أي عليم بالشريعة بأن يكون نبيئاً .
وقد حكي هنا قولهم لإبراهيم عليه السلام ، وحكي في سورة هود قولهم لامرأته لأن البشارة كانت لهما معاً فقد تكون حاصلة في وقت واحد فهي بشارتان باعتبار المبشّر ، وقد تكون حصلت في وقتين متقاربين بشّروه بانفراد ثم جاءت امرأته فبشروها .
وقرأ الجمهور { نبشرك } بضم النون وفتح الموحدة وتشديد الشين المكسورة مضارع بشر بالتشديد . وقرأ حمزة وحده { نَبْشُرُكَ } بفتح النون وسكون الموحدة وضم الشين وهي لغة . يقال بشَرَه يبشره من باب نصر .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"قَالُوا لا تَوْجَلْ" يقول: قال الضيف لإبراهيم: "لا توجل": لا تَخَفْ، "إنّا نُبَشّرُكَ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ".
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
والتبشير: الإخبار بما يسر، بما يظهر في بشرة الوجه سرورا به...
وإنما وصفه بأنه "عليم "قبل كونه، لدلالة البشارة به على أنه سيكون بهذه الصفة، لأنه إنما بشر بولد يرزقه الله إياه ويكون عليما.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
نحن {نبشرك بغلام عليم}: أي يعيش حتى يعلم... وكانت بشارتُهم بالوَلَدِ وببقاءِ الولد هي العجب.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
... {إِنَّا نُبَشّرُكَ} استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل: أرادوا أنك بمثابة الآمن المبشر فلا توجل.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{إنا نبشرك بغلام} أي ولد ذكر... ولما كان خوفه لخفاء أمرهم عليه، كان للوصف بالعلم في هذا السياق مزيد مزية فقالوا: {عليم}..
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
{بغلام}...والتنوين للتعظيم أي بغلام عظيم القدر... {عَلِيمٌ} ذي علم كثير، قيل: أريد بذلك الإشارة إلى أنه يكون نبياً فهو على حد قوله تعالى: {وبشرناه بإسحاق نَبِيّاً} [الصافات: 112].
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والغلام العليم: إسحاق عليه السلام أي عليم بالشريعة بأن يكون نبيئاً.
هكذا طمأنت الملائكة إبراهيم عليه السلام، وهدأت من روعه، وأزالت مخاوفه، وقد حملوا له البشارة بأن الحق سبحانه سيرزقه بغلام سيصير إلي مرتبة أن يكون كثير العلم ويستقبل إبراهيم عليه السلام الخبر بطريقة تحمل من الاندهاش الكثير.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.