إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

{ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } لا تخف ، وقرئ لا تاجل ولا تُوجِلْ من أوجله أي أخافه ، ولا تُواجِلْ من واجله بمعنى أوجله { إِنَّا نُبَشّرُكَ } استئنافٌ لتعليل النهي عن الوجل ، فإن المبشَّر به لا يكاد يحوم حول ساحته خوفٌ ولا حزن ، كيف لا وهو بشارةٌ ببقائه وبقاءِ أهله في عافية وسلامة زماناً طويلاً { بغلام } هو إسحاقُ عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى : { فبشرناها بإسحاق } ولم يتعرض هاهنا لبشارة يعقوبَ عليه الصلاة والسلام اكتفاءً بما ذكر في سورة هود { عَلِيمٌ } إذا بلغ ، وفي موضع آخرَ بغلام حليم .