اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

قوله : " لا تَوجَلْ " العامة على فتح التاء من " وجِلَ " ك : " شَرِبَ " يَشربُ ، والفتح قياس " فَعِلَ " إلا أن العرب آثرت [ يفعل بالكسر ]{[19562]} في بعض الألفاظ إذا كانت واواً ، نحو : " نَبِقَ " وقرأ الحسن{[19563]} : " لا تُوجَل " مبنياً للمفعول من الإيجال .

وقرئ{[19564]} : " لا تَأجَلْ " ، والأصل : " تَوْجل " كقراءة العامة ، إلاَّ أبدل من الواو ألفاً لانفتاح ما قبلها ، وإن لم تتحرَّك كقولهم : " تَابةٌ " ، و " صَامةٌ " في " تَوْبة " ، و " صَوْمة " وسمع : اللَّهُم تقبَّل تَابتِي ، وصَامتِي . وقرئ أيضاً : " لا تُواجِل " من المواجلة .

ومعنى الكلام : لا تخف ؛ " إنَّا نَبشِّرُكَ " ، قرأ حمزة{[19565]} : " إنَّا نَبْشُركَ " بفتح النون وتخفيف الباء ، والباقون بضم النون ، وفتح الباء ، و " إنَّا نُبشِّركَ " استئناف بمعنى التعليل للنهي عن الوجل ، والمعنى إنَّك بمثابة الآمن المبشر فلا توجل .

واعلم أنَّهم بشروه بأمرين :

أحدهما : أنَّ الولد ذكرٌ ، والثاني : أنه عليمٌ .

فقيل : بشَّروه بنبوته بعده ، وقيل : عليم بالدِّين ،


[19562]:في ب: بفتح الكسر.
[19563]:ينظر: الإتحاف : 2/177، البحر 5/446، والمحتسب 2/4، والدر المصون 4/300.
[19564]:قرأ بها أبو معاذ ينظر: الشواذ 71، والبحر 5/446، والدر المصون 4/300.
[19565]:ينظر: الكشاف 2/580.