البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

وقرأ الجمهور : لا توجل مبنياً للفاعل .

وقرأ الحسن : بضم التاء مبنياً للمفعول من الإيجال .

وقرئ : لا تاجل بإبدال الواو ألفاً كما قالوا : تابة في توبة .

وقرئ : لا تواجل من واجله بمعنى أوجله .

إنا نبشرك استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل ، أي : إنك بمثابة الآمن المبشر فلا توجل .

والمبشر به هو إسحاق ، وذلك بعد أنْ ولد له إسماعيل وشب بشروه بأمرين : أحدهما : أنه ذكر .

والثاني : وصفه بالعلم على سبيل المبالغة .

فقيل : النبوة كقوله تعالى : { وبشرناه بإسحاق نبياً } وقيل : عليم بالدين .