التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

قوله تعالى { قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم } ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أولئك الضيف الكرام الذين هم ملائكة بشروا إبراهيم بغلام موصوف بالعلم ونظير ذلك قوله تعالى أيضا في الذاريات { قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم } وهذا الغلام بين تعالى أنه هو إسحاق كما يوضح ذلك قوله في الذاريات { وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك أنه هو الحكيم العليم } لأن كونها أقبلت في صرة أي صيحة وضجة وصكت وجهها أي لطمته قائلة إنها عجوز عقيم يدل على أن الولد المذكور هي أمه كما لا يخفى ويزيده إيضاحا تصريحه تعالى ببشارتها هي بأنها تلده مصرحا باسمه واسم ولده يعقوب وذلك في قوله تعالى في هود في القصة بعينها { وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب } وأما الغلام الذي بشر به إبراهيم الموصوف بالحلم المذكور في الصافات في قوله تعالى : { وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ربّ هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك } الآية ، فهو إسماعيل لا إسحاق على وجه قاطع للنزاع .