( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )
فهؤلاء الغاوون صنوف ودرجات . والغواية ألوان وأشكال . ولكل باب منهم جزء مقسوم ، بحسب ما يكونون وما يعملون .
وينتهي المشهد وقد وصل السياق بالقصة إلى نقطة التركيز وموضع العبرة . ووضح كيف يسلك الشيطان طريقه إلى النفوس . وكيف تغلب خصائص الطين في الإنسان على خصائص النفخة . فأما من يتصل بالله ويحتفظ بنفخة روحه فلا سلطان عليه للشيطان . .
ثم أخبر أن لجهنم سبعة أبواب : { لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } أي : قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه ، لا محيد لهم عنه - أجارنا الله منها - وكل يدخل من باب بحسب عمله ، ويستقر في دَرَك بقدر فعله .
قال إسماعيل بن عُلَيَّة وشعبة كلاهما ، عن أبي هارون الغَنَويّ ، عن حطان بن عبد الله أنه قال : سمعت علي بن أبي طالب وهو يخطب قال : إن أبواب جهنم هكذا - قال أبو هارون : أطباقًا بعضها فوق بعض{[16168]}
وقال إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هُبَيْرة بن يريم{[16169]} عن علي ، رضي الله عنه ، قال : أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض ، فيمتلئ الأول ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، حتى تُمْلأ كلها{[16170]}
وقال عِكْرمة : { سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } سبعة أطباق .
وقال ابن جريج : { سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } أولها جهنم ، ثم لظَى ، ثم الحُطَمَة ، ثم سعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية .
وروى{[16171]} الضحاك عن ابن عباس ، نحوه . وكذا [ روي ] عن الأعمش بنحوه أيضًا .
وقال قتادة : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } وهي والله منازل بأعمالهم . رواهن ابن جرير .
وقال جويبر ، عن الضحاك : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } قال : باب لليهود ، وباب للنصارى ، وباب للصابئين ، وباب للمجوس ، وباب للذين أشركوا - وهم كفار العرب - وباب للمنافقين ، وباب لأهل التوحيد ، فأهل التوحيد يُرجى لهم ولا يُرجى لأولئك أبدًا .
وقال الترمذي : حدثنا عبد بن حُمَيْد ، حدثنا عثمان بن عمر ، عن مالك بن مِغْوَل ، عن جُنَيْد{[16172]} عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لجهنم سبعة أبواب : باب منها لمن سلَّ السيف على أمتي - أو قال : على أمة محمد .
ثم قال : لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مِغْوَل{[16173]}
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ، عباس بن الوليد الخلال ، حدثنا زيد - يعني : ابن يحيى - حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } قال : " إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه ، وإن منهم من تأخذه النار إلى حُجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى تراقيه ، منازل بأعمالهم ، فذلك قوله : { لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }{[16174]}
{ لها سبعة أبواب } يدخلون منها لكثرتهم ، أو طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم في المتابعة وهي : جهنم ثم لظى ، ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية ، ولعل تخصيص العدد لانحصار مجامع المهلكات في الركون إلى المحسوسات ومتابعة القوة الشهوية والغضبية ، أو لأن أهلها سبع فرق . { لكل باب منهم } من الأتباع . { جزء مقسوم } أفرز له ، فأعلاها للموحدين العصاة ، والثاني لليهود والثالث للنصارى والرابع للصابئين والخامس للمجوس والسادس للمشركين والسابع للمنافقين ، وقرأ أبو بكر " جزء " بالتثقيل . وقرئ " جز " على حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الزاي ، ثم الوقف عليه بالتشديد ثم إجراء الوصل مجرى الوقف ، ومنهم حال منه أو من المستكن في الظرف لا في { مقسوم } لأن الصفة لا تعمل فيما تقدم موصوفها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.