والمراد بعاد : قوم هود - عليه السلام - الذين اغتروا بقوتهم ، وكذبوا نبيهم ، فأخذهم - سبحانه - أخذ عزيز مقتدر .
{ وَفِرْعَوْنُ } هو الذى أرسل الله إليه موسى - عليه السلام - فكذبه وقال لقومه { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى } { وَإِخْوَانُ لُوطٍ } هم قومه الذين أتوا بفاحشة لم يسبقوا إليها . قالوا : ووصفهم الله - تعالى - بأنهم إخوانه ، لأنه كانت ترطبه بهم رابطة المصاهرة حيث إن امرأته - عليه السلام - كانت منهم .
وعُبّر عن قوم لوط ب { إخوان لوط } ولم يكونوا من قبيله ، فالمراد ب { إخوان } أنهم ملازمون وهم أهل سدوم وعمورة وقُراهما وكان لوط ساكناً في سَدوم ولم يكن من أهل نسبهم لأن أهل سدوم كنعانيون ولوطاً عبراني . وقد تقدم قوله تعالى : { إذ قال لهم أخوهم لوط } في سورة الشعراء ( 161 ) . وذُكر قوم تبع وهم أهل اليمن ولم يكن العرب يعدونهم عربا .
وهذه الأمم أصابها عذاب شديد في الدنيا عقاباً على تكذيبهم الرسل . والمقصود تسلية رسول الله ، والتعريضُ بالتهديد لقومه المكذّبين أن يحل بهم ما حلّ بأولئك .
والرس : يطلق اسماً للبئر غير المطوية ويطلق مصدراً للدفن والدسّ . واختلف المفسرون في المراد به هنا . وأصحاب الرس } قوم عرفوا بالإضافة إلى الرس ، فيحتمل أن إضافتهم إلى الرسّ من إضافة الشيء إلى موطنه مثل { أصحاب الأيْكة } ، و { أصحاب الحجر } [ الحجر : 80 ] و { أصحاب القرية } [ يس : 13 ] . ويجوز أن تكون إضافةً إلى حدث حلّ بهم مثل { أصحاب الأخدود } [ البروج : 4 ] . وفي تعيين { أصحاب الرس } أقوال ثمانية أو تسعة وبعضها متداخل .
وتقدم الكلام عليهم في سورة الفرقان . والأظهر أن إضافة { أصحاب } إلى { الرسّ } من إضافة اسم إلى حدث حدث فيه فقد قيل : إن أصحاب الرسّ عوقبوا بخسف في الأرض فوقعوا في مثل البئر . وقيل : هو بئر ألقى أصحابه فيه حنظلة بن صفوان رسول الله إليهم حيّا فهو إذن علَم بالغلبة وقيل هو فلج من أرض اليمامة . وتقدم الكلام على أصحاب الرس في سورة الفرقان ( 38 ) عند قوله تعالى : { وعادا وثمودا وأصحاب الرس } .
وأصحاب الأيكة هم من قوم شعيب وتقدم في سورة الشعراء . وقوم تبع هم حِمير من عرب اليمن وتقدم ذكرهم في سورة الدخان .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 12].
يقول تعالى ذكره" كذّبتْ "قبل هؤلاء المشركين الذين كذّبوا محمدا صلى الله عليه وسلم من قومه "قَوْمُ نوحٍ وأصحْابُ الرّسّ" وقد مضى ذكرنا قبل أمر أصحاب الرسّ، وأنهم قوم رسّوا نبيهم في بئر...
"وثَمُودُ وعَادٌ وَفِرْعُوْنُ وَإخْوَانُ لُوطٍ وأصْحابُ الأيْكَةِ" وهم قوم شعيب، وقد مضى خبرهم قبل "وَقَوْمُ تُبّعٍ"، وكان قوم تُبّعٍ أهل أوثان يعبدونها...
وقوله: "كُلّ كَذّب الرّسُلَ فَحَق وَعَيِدِ" يقول تعالى ذكره: كلّ هؤلاء الذين ذكرناهم كذّبوا رسل الله الذين أرسلهم "فَحَقّ وَعِيد" يقول: فوجب لهم الوعيد الذي وعدناهم على كفرهم بالله، وحل بهم العذاب والنقمة. وإنما وصف ربنا جلّ ثناؤه ما وصف في هذه الآية من إحلاله عقوبته بهؤلاء المكذّبين الرسل ترهيبا منه بذلك مشركي قريش وإعلاما منه لهم أنهم إن لم ينيبوا من تكذيبهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، أنه محلّ بهم من العذاب، مثل الذي أحلّ بهم...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 12]
ذكر هذه الأنباء لوجهين: أحدهما: يصبّر رسوله صلى الله عليه وسلم على أذى قومه وتكذيبهم إياه كما صبّر أولئك؛ يقول: إنك لست بأول رسول، كذّبه قومه، بل كان قبلك رسل، كذّبهم قومهم، فصبروا على ذلك، فاصبر أنت أيضا... والثاني: يحذّر قومه أن ينزل بتكذيبهم إياه وسوء معاملتهم به كما نزل بمن ذكر من الأقوام بتكذيبهم وسوء معاملتهم. وعلى هذين المعنيين جمع ما ذكر في القرآن من الأنباء، والله أعلم.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وعُبّر عن قوم لوط ب {إخوان لوط} ولم يكونوا من قبيله، فالمراد ب {إخوان} أنهم ملازمون وهم أهل سدوم وعمورة وقُراهما وكان لوط ساكناً في سَدوم ولم يكن من أهل نسبهم لأن أهل سدوم كنعانيون ولوطاً عبراني...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.