20 ، 21- { وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } .
يجدون في الجنة طائفة من الفواكه ، يتخيرون منها ما يُعجبهم أو ما يفضّلونه عن غيره ، فهم يختارون ويتخيرون أحسن الفواكه .
وفيه دليل على جواز تخير الفاكهة في الدنيا وانتقاء الأنسب .
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ . يجدون في الجنة لحوم الطير التي يشتهونها ، وهذا التقديم من الولدان المخلدين لمزيد التكريم للسابقين المقربين ، وإلا فقد جاء في الأحاديث والآثار أن فاكهة الجنة ينالها القائم والقاعد والنائم ، وأن الغصون تقترب من أهل الجنة ليقطفوا منها ما يشاءون ، قال تعالى : { قطوفها دانية } . ( الحاقة : 23 ) . والرجل من أهل الجنة إذا اشتهى الطير وقع الطير أمامه مشويّا ، والتقديم لمزيد من التكريم .
وتقديم الفاكهة على اللحم لأن أكلهم للتفكّه والتلذذ ، لا للجوع كحال أهل الدنيا ، فإن حاجة الجائع في الدنيا إلى اللحم أشد من حاجته إلى الفاكهة .
قال في التفسير المنير : والحكمة في تقديم الفاكهة على اللحم أنها ألطف ، وأسرع انحدارا ، وأيسر هضما ، وأصح طِبّا ، وأكثر تحريكا لشهوة الأكل ، وتهيئة النفس للطعام . أ . ه .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ولحم طير} يعني من لحم الطير {مما يشتهون}...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"وَفاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيّرُونَ" يقول تعالى ذكره: ويطوف هؤلاء الولدان المخلدون على هؤلاء السابقين بفاكهة من الفواكه التي يتخيّرونها من الجنة لأنفسهم، وتشتهيها نفوسهم.
"ولَحْمِ طَيْرٍ مِمّا يَشْتَهُونَ" يقول: ويطوفون أيضا عليهم بلحم طير مما يشتهون من الطير الذي تشتهيه نفوسهم...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{ولحم طير مما يشتهون} إن أهل الجنة إنما يتناولون على الشهوة لا على الحاجة وسد الجوع، وهو كما ذكر: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} [الزخرف: 71]...
جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :
ثم قال: {ولحم طير مما يشتهون} ثم أفضل ما يقدم بعد الفاكهة اللحم والثريد. (الإحياء: 2/19)...
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}، قال الإمام أحمد: حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن طير الجنة كأمثال البخت، يرعى في شجر الجنة". فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذه لطير ناعمة فقال: " أكلتها أنعم منها -قالها ثلاثا- وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها". تفرد به أحمد من هذا الوجه.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما ذكر ما جرت العادة بتناوله لمجرد اللذة، أتبعه ما العادة أنه لإقامة البينة وإن كان هناك لمجرد اللذة أيضاً فقال: {ولحم طير} ولما كان في لحم الطير مما يرغب عنه، احترز عنه بقوله: {مما يشتهون} أي غاية الشهوة بحيث يجدون لآخره من اللذة ما لأوله...
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :
{و} كذا {لَحْم} عطفاً على {أكواب}: أي يطوفون عليهم بهذه الأشياء المأكول والمشروب والمتفكه به...
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
... في التعبير بيتخيرون دون يختارون وإن تقاربا معنى إشارة لمكان صيغة التفعل إلى أنهم يأخذون ما يكون منها في نهاية الكمال وأنهم في غاية الغنى عنها...