تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ} (21)

13

التفسير :

20 ، 21- { وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } .

يجدون في الجنة طائفة من الفواكه ، يتخيرون منها ما يُعجبهم أو ما يفضّلونه عن غيره ، فهم يختارون ويتخيرون أحسن الفواكه .

قال ابن كثير :

وفيه دليل على جواز تخير الفاكهة في الدنيا وانتقاء الأنسب .

وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ . يجدون في الجنة لحوم الطير التي يشتهونها ، وهذا التقديم من الولدان المخلدين لمزيد التكريم للسابقين المقربين ، وإلا فقد جاء في الأحاديث والآثار أن فاكهة الجنة ينالها القائم والقاعد والنائم ، وأن الغصون تقترب من أهل الجنة ليقطفوا منها ما يشاءون ، قال تعالى : { قطوفها دانية } . ( الحاقة : 23 ) . والرجل من أهل الجنة إذا اشتهى الطير وقع الطير أمامه مشويّا ، والتقديم لمزيد من التكريم .

وتقديم الفاكهة على اللحم لأن أكلهم للتفكّه والتلذذ ، لا للجوع كحال أهل الدنيا ، فإن حاجة الجائع في الدنيا إلى اللحم أشد من حاجته إلى الفاكهة .

قال في التفسير المنير : والحكمة في تقديم الفاكهة على اللحم أنها ألطف ، وأسرع انحدارا ، وأيسر هضما ، وأصح طِبّا ، وأكثر تحريكا لشهوة الأكل ، وتهيئة النفس للطعام . أ . ه .