فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ} (21)

{ ولحم طير مما يشتهون } أي ما يتمنونه وتشتهيه أنفسهم ، والمعنى يطوفون عليهم بهذه الأشياء المأكول والمشروب والمنفكه به ، قرأ الجمهور فاكهة ولحم طير بالجر ، وقرئ بالرفع على الابتداء ، والخبر مقدر ، أي ولهم فاكهة ولحم طير ، وفي تخصيص الفاكهة بالتخير واللحم بالإشتهاء بلاغة ، لأن الجائع مشته والشبعان غير مشته ، بل هو مختار ، ولذا قدم الفاكهة على اللحم .

" عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه ، فيخر بين يديك مشويا " أخرجه ابن أبي الدنيا والبزار والبيهقي .

وأخرج أحمد والترمذي والضياء " عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة ، فقال أبو بكر : يا رسول الله إن هذه الطير لناعمة . قال : آكلها أنعم منها ، وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها " ، وفي الباب أحاديث .