{ نعمة من عندنا } : أي إنعاماً منا عليه ورحمة منا بهم .
{ كذلك نجزى من شكر } : أي مثل هذا الجزاء بالنجاة من الهلاك نجزى من شكرنا بالإِيمان والطاعة .
وقوله { نعمة من عندنا } أي كان إنجاؤهم إنعاماً منا عليهم ورحمة منا بهم . وقوله تعالى { كذلك نجزى من شكر } أي كهذا الإِنجاء أي من العذاب الدنيوي نجزى من شكرنا فآمن بنا وعمل صالحاً طاعة لنا وتقربا إلينا .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
وكان ذلك {نعمة من عندنا} على آل لوط حين أنجى الله تعالى آل لوط {كذلك} يعني هكذا {نجزي} بالنجاة {من شكر} يعني من وحد الله تعالى، وصدق بما جاءت به الرسل لم يعذب مع المشركين في الدنيا.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"نعمة من عندنا": يقول: نعمة أنعمناها على لوط وآله، وكرامة أكرمناهم بها من عندنا.
وقوله: "كَذلَكَ نَجْزي مَنْ شَكَر "يقول: وكما أثبنا لوطا وآله، وأنعمنا عليه، فأنجيناهم من عذابنا بطاعتهم إيانا كذلك نثيب من شكرنا على نعمتنا عليه، فأطاعنا وانتهى إلى أمرنا ونهينا من جميع خلقنا.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم للمنعم، ونقيضه كفر النعمة، ومثله الحمد على النعمة.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
{كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ}: أي: جعلنا إنجاءَهم في إِهلاك أعدائهم. وهكذا نجزي من شكر؛ فمثل هذا نعامِلُ به مَن شَكَرَ نعمتنا. والشُّكْرُ على نِعَم الدفع أتمُّ من الشكر على نِعَم النفع -ولا يَعْرِفُ ذلك إلا كلُّ مُوَفَّق كَيِّس.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :
{نجزي من شكر}: آمن بالله وأطاعه.
{نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر} أي ذلك الإنجاء كان فضلا منا، كما أن ذلك الإهلاك كان عدلا ولو أهلكوا لكان ذلك عدلا، قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.
محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :
و (الشكر) صرف العبد جميع ما أنعم عليه، إلى ما خلق لأجله.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
أي إنعاماً لأجل أنه شكر، ففيه إيماء بأن إهلاك غيرهم لأنهم كفروا، وهذا تعريض بإنذار المشركين وبشارة للمؤمنين. وفي قوله: {من عندنا} تنويه بشأن هذه النعمة لأن ظرف (عند) يدل على الادخار والاستئثار مثل (لدن) في قوله: {من لدنا}. فذلك أبلغ من أن يقال: نعمة منا أو أنعمنا.
ولما كان المراد من الموعظين الطاعة التي هي سبب النجاة ، فلذا قال ذاكراً للإنعام معبراً عنه بغاية المقصود منه معرفاً أن انتقامه عدل ومعافاته فضل ، لأن أحداً لا يقدر أن يكافئ نعمه ولا نعمة منها ، معللاً للنجاة : { نعمة من عندنا } أي عظيمة غريبة جداً لشكرهم ، ولما كان كأنه قيل : هل هذا مختص بهم .
. . الإنجاء من بين الظالمين وهو مختص بهم ، أجاب بقوله : { كذلك } أي مثل هذا الإنجاء العظيم الذي جعلنا جزاء لهم { نجزي } بقدرتنا وعظمتنا { من شكر * } أي أوقع الشكر بجميع أنواعه فآمن وأطاع ليس . . . بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كائناً من كان من سوقة أو سلطان جائر شجاع أو جبان ، فاننا عليه بالإنجاء بعد هلاك عدوه ، قال القشيري : والشكر على نعم الدفع أتم من الشكر على نعم النفع ، ولا يعرف ذلك إلا كل موفق كيس فالآية من الاحتباك : ذكر الإنعام أولاً - لأنه السبب الحقيقي - دليلاً على حذفه ثانياً ، والشكر ثانياً - لأنه السبب الظاهر - دليلاً على حذفه أولاً .
قوله : { نعمة من عندنا } نعمة منصوب على أنه مفعول له{[4411]} يعني نجى الله الفئة المؤمنة القليلة وهم لوط وابنتاه ، نعمة أنعمها الله عليهم وكرامة أكرمهم بها .
قوله : { كذلك نجزي من شكر } الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف . أي مثل ذلك الجزاء الذي جزيناه آال لوط ، نجزي من شكر نعمة ربه ولم يكفرها .