السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{نِّعۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَن شَكَرَ} (35)

وقوله تعالى : { نعمة } أما مفعول له ؛ وإمّا مصدر بفعل من لفظها أو من معنى نجيناهم لأن تنجيتهم ، إنعام فالتأويل : إمّا في العامل ، وإمّا في المصدر . وقوله تعالى : { من عندنا } متعلق بنعمة ، أو بمحذوف صفة لها . { كذلك } أي : مثل هذا الإنجاء العظيم الذي جعلناه جزاء لهم { نجزي من شكر } أي : من آمن بالله تعالى ، وأطاعه قال بعض المفسرين : وهو وعد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يصونهم عن الهلاك العام ؛ وقال الرازي : ويمكن أن يقال : هو وعد لهؤلاء بالثواب يوم القيامة كما أنجاهم في الدنيا من العذاب ، لقوله تعالى : { ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين } [ آل عمران : 145 ] وقال مقاتل : من وحد الله تعالى لم يعذبه مع المشركين .