الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{نِّعۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَن شَكَرَ} (35)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

وكان ذلك {نعمة من عندنا} على آل لوط حين أنجى الله تعالى آل لوط {كذلك} يعني هكذا {نجزي} بالنجاة {من شكر} يعني من وحد الله تعالى، وصدق بما جاءت به الرسل لم يعذب مع المشركين في الدنيا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"نعمة من عندنا": يقول: نعمة أنعمناها على لوط وآله، وكرامة أكرمناهم بها من عندنا.

وقوله: "كَذلَكَ نَجْزي مَنْ شَكَر "يقول: وكما أثبنا لوطا وآله، وأنعمنا عليه، فأنجيناهم من عذابنا بطاعتهم إيانا كذلك نثيب من شكرنا على نعمتنا عليه، فأطاعنا وانتهى إلى أمرنا ونهينا من جميع خلقنا.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم للمنعم، ونقيضه كفر النعمة، ومثله الحمد على النعمة.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ}: أي: جعلنا إنجاءَهم في إِهلاك أعدائهم. وهكذا نجزي من شكر؛ فمثل هذا نعامِلُ به مَن شَكَرَ نعمتنا. والشُّكْرُ على نِعَم الدفع أتمُّ من الشكر على نِعَم النفع -ولا يَعْرِفُ ذلك إلا كلُّ مُوَفَّق كَيِّس.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{نجزي من شكر}: آمن بالله وأطاعه.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر} أي ذلك الإنجاء كان فضلا منا، كما أن ذلك الإهلاك كان عدلا ولو أهلكوا لكان ذلك عدلا، قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

و (الشكر) صرف العبد جميع ما أنعم عليه، إلى ما خلق لأجله.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أي إنعاماً لأجل أنه شكر، ففيه إيماء بأن إهلاك غيرهم لأنهم كفروا، وهذا تعريض بإنذار المشركين وبشارة للمؤمنين. وفي قوله: {من عندنا} تنويه بشأن هذه النعمة لأن ظرف (عند) يدل على الادخار والاستئثار مثل (لدن) في قوله: {من لدنا}. فذلك أبلغ من أن يقال: نعمة منا أو أنعمنا.