تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نِّعۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَن شَكَرَ} (35)

الآية 35 [ وقوله تعالى ]{[20211]} : { نعمة من عندنا } أي منعنا عنهم العذاب عند السّحر ، فيكون فيه دلالة أنه يكون بمنع العذاب عنهم مُنجيًا لهم ، وإلا لم تكن نجاتهم عند السّحر .

وقوله تعالى : { كذلك نجزي من شَكَر } هذا يخرّج على وجهين :

أحدهما : أن يكون هلاك أولئك على لوط وآله نعمة من الله تعالى عليهم ، فيكون عليه شُكره ، فهو جزاء شكرهم ، وهو كقوله تعالى : { جزاء لمن كان كُفِر } [ القمر : 14 ] يحتمل أن يكون هلاك أولئك وإغراقُهم جزاء ما كُفِر بنوح ، وذلك نعمة على نوح عليه السلام .

والثاني : أن تكون نجاة نوح ومن كان معه نِعمة منه عليهم ، إذ له أن يُهلك الكل : من كفر ومن لم يكفُر . ألا ترى أنه يُهلك الدّواب والصّغار ، وإن لم يكن لهم مأثم ؟ فإذا كان كذلك كان إبقاء من أبقى منهم فضلا منه ونعمة عليهم ، وإلا لا كلّ كفر استوجب النجاة ، والله أعلم .


[20211]:ساقطة من الأصل وم.