المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

19- ولا تتكبروا على الله بتكذيب رسوله ، لأني آتيكم بمعجزة واضحة تبين صدق نبوتي ورسالتي .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

وقوله - سبحانه - : { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى الله } معطوف على قوله : { أَنْ أدوا } وداخل فى حيز القول .

أى : قال لهم : أرسلوا معى بنى إسرائيل ، واستجيبوا لدعوتى ، واحذروا أن تتجبروا أو تتكبروا على الله - تعالى - ، بأن تستخفوا بوحيه أو تعرضوا عن رسوله . .

{ إني آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أى : إنى آتيكم من عنده - تعالى - بحجة واضحة لا سبيل إلى إنكارها ، وببرهان ساطع يشهد بصدقى وأمانتى . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

المعنى كانت رسالتُه وقولُه : { أن أدوا } [ الدخان : 18 ] { وأن تعلوا } وعبر بالعلو عن الطغيان والعتو على الله تعالى وعلى شرعه وعلى رسوله .

وقرأ الجمهور : «إني آتيكم » بكسر الألف على الإخبار المؤكد ، والسلطان : الحجة ، فكأنه قال : لا تكفروا ، فإن الدليل المؤدي إلى الإيمان بيّن . وقرأت فرقة : «أني آتيكم » بفتح الألف . و «أن » في موضع نصب بمعنى : لا تكفروا من أجل أني آتيكم بسلطان مبين ، فكأن مقصد هذا الكلام التوبيخ ، كما تقول لإنسان : لا تغضب ، لأن الحق قيل لك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَن لَّا تَعۡلُواْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنِّيٓ ءَاتِيكُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (19)

و{ أن لا تعلوا } عطف على { أن أدوا إلي } . وأعيد حرف { أنْ } التفسيرية لزيادة تأكيد التفسير لمدلول الرسالة . و { لا } ناهية ، وفعل { تعلوا } مجزوم ب { لا } الناهية .

وجملة { إني آتيكم بسلطان مبين } علة جديرة بالعود إلى الجمل الثلاث المتقدمة وهي { أدوا إلي عباد الله } ، { إني لكم رسول أمين } ، { وأن لا تعلوا على الله } لأن المعجزة تدل على تحقق مضامين تلك الجمل مَعلولِها وعلتها .

والسلطان من أسماء الحجة قال تعالى : { إن عندكم من سلطانٍ بهذا } [ يونس : 68 ] فالحجة تلجىء المحوج على الإقرار لمن يحاجّه فهي كالمتسلط على نفسه .

والمعجزة : حجة عظيمة ولذلك وصف السلطان ب { مبين } ، أي وَاضح الدلالة لا ريب فيه . وهذه المعجزة هي انقلاب عصاه ثعباناً مبيناً .

و { آتيكم } مضارع أو اسم فاعل ( أتى ) .

وعلى الاحتمالين فهو مقتض للإتيان بالحجّة في الحال .