المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

53- قالوا : لا تخف واطمئن ، فإنا نبشرك بمولود لك يؤتيه الله - تعالى - في مستقبل حياته علما عظيما{[108]} .


[108]:واضح هنا أن التبشير ليس بإسماعيل عليه السلام، إذ أن إسماعيل كان قد ولد من قبل، وكان هو وأمه هاجر بمكة، وما ذكر هنا من التبشير كان لإبراهيم ولامرأته وحينئذ كان بإسحاق لأنه ابن إبراهيم من زوجته سارة.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

ثم حكى - سبحانه - ما قالته الملائكة لإِدخال الطمأنينة على قلب إبراهيم فقال - تعالى - : { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } .

أى : قالت الملائكة لإِبراهيم على سبيل البشارة وإدخال السرور على قلبه : لا تخف منا يا إبراهيم ، إنا جئنا إليك لنبشرك بغلام ذى علم كثير بشريعة الله - تعالى - وبأوامره ونواهيه ، وهو إسحق - عليه السلام - .

وجملة { إنا نبشرك . . } مستأنفة لتعليل النهى عن الوجل .

وقد حكى - سبحانه - هنا أن البشارة كانت له ، وفى سورة هود أن البشارة كانت لامرأته ، ومعنى ذلك أنها كانت لهما معًا ، إما في وقت واحد ، وإما في وقتين متقاربين بأن بشروه هو أولاً ، ثم جاءت امرأته بعد ذلك فبشروها أيضًا ، ويشهد لذلك قوله - تعالى -

{ وامرأته قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ . . . }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

وقرأ الجمهور «لا توجل » مستقبل وجل ، وقرأ الحسن «لا تُؤجل » بضم التاء على بناء الفعل للمفعول من أوجل ، لأن وجل لا يتعدى ، وكانت هذه البشارة بإسحاق ، وذلك بعد مولد إسماعيل بمدة ، وقول إبراهيم { الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق }{[7187]} [ إبراهيم : 39 ] وليس يقتضي أنهما حينئذ وهبهما بل قبل الحمد بكثير .


[7187]:من الآية (39) من سورة (إبراهيم).
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (53)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"قَالُوا لا تَوْجَلْ" يقول: قال الضيف لإبراهيم: "لا توجل": لا تَخَفْ، "إنّا نُبَشّرُكَ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ".

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والتبشير: الإخبار بما يسر، بما يظهر في بشرة الوجه سرورا به...

وإنما وصفه بأنه "عليم "قبل كونه، لدلالة البشارة به على أنه سيكون بهذه الصفة، لأنه إنما بشر بولد يرزقه الله إياه ويكون عليما.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

نحن {نبشرك بغلام عليم}: أي يعيش حتى يعلم... وكانت بشارتُهم بالوَلَدِ وببقاءِ الولد هي العجب.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

... {إِنَّا نُبَشّرُكَ} استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل: أرادوا أنك بمثابة الآمن المبشر فلا توجل.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إنا نبشرك بغلام} أي ولد ذكر... ولما كان خوفه لخفاء أمرهم عليه، كان للوصف بالعلم في هذا السياق مزيد مزية فقالوا: {عليم}..

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

{بغلام}...والتنوين للتعظيم أي بغلام عظيم القدر... {عَلِيمٌ} ذي علم كثير، قيل: أريد بذلك الإشارة إلى أنه يكون نبياً فهو على حد قوله تعالى: {وبشرناه بإسحاق نَبِيّاً} [الصافات: 112].

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والغلام العليم: إسحاق عليه السلام أي عليم بالشريعة بأن يكون نبيئاً.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

هكذا طمأنت الملائكة إبراهيم عليه السلام، وهدأت من روعه، وأزالت مخاوفه، وقد حملوا له البشارة بأن الحق سبحانه سيرزقه بغلام سيصير إلي مرتبة أن يكون كثير العلم ويستقبل إبراهيم عليه السلام الخبر بطريقة تحمل من الاندهاش الكثير.