المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمۡ أَن تَرۡجُمُونِ} (20)

20- وإني اعتصمت بخالقي وخالقكم من أن تتمكنوا من قتلى رجماً .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمۡ أَن تَرۡجُمُونِ} (20)

{ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } أى : وإنى اعتصمت واستجرت بربى وربكم من أن ترجمونى بالحجارة ، أو من أن تلحقوا بى ما يؤذينى ، وهذا الاعتصام بالله - تعالى - يجعلنى لا أبالى بكم ، ولا أتراجع عن تبليغ دعوته - سبحانه - بحال من الأحوال .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمۡ أَن تَرۡجُمُونِ} (20)

{ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ } قال ابن عباس ، وأبو صالح : هو الرجم باللسان وهو الشتم .

وقال قتادة : [ هو ] {[26205]} الرجم بالحجارة .

أي{[26206]} أعوذ بالله الذي خلقني وخلقكم [ من ] {[26207]} أن تصلوا إليَّ بسوء من قول أو فعل .


[26205]:- (1) زيادة من ت.
[26206]:- (2) في أ: "إني".
[26207]:- (3) زيادة من ت، م.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمۡ أَن تَرۡجُمُونِ} (20)

وجملة { وإني عذت بربي } عطف على جملة { أدوا إلي عباد الله } ، فإن مضمون هذه الجملة مما شمله كلامه حين تبليغ رسالته فكان داخلاً في مجمل معنى { وجاءهم رسول كريم } المفسرُ بما بعد { أنْ } التفسيرية . ومعناه : تحذيرهم من أن يرجموه لأن معنى { عذت بربي } جعلتُ ربي عوذاً ، أي مَلْجَأ . والكلام على الاستعارة بتشبيه التذكير بخوف الله الذي يمنعهم من الاعتداء عليه بالالتجاء إلى حصن أو معقل بجامع السلامة من الاعتداء . ومثل هذا التركيب ممّا جرى مجرى المثل ، ومنه قوله في سورة مريم ( 18 ) { قالت إنّي أعوذ بالرحمان منك إن كنتَ تقياً } وقال أحَدُ رُجّاز العرب :

قالت وفيها حَيْدة وذُعْر *** عَوْذ بربي منكمُ وحِجْر

والتعبير عن الله تعالى بوصف { ربي وربكم } لأنه أدخل في ارعوائهم من رجمه حين يتذكرون أنه استعصم بالله الذي يشتركون في مربوبيته وأنهم لا يخرجون عن قدرته .

والرجم : الرمي بالحجارة تباعاً حتى يموت المرمِي أو يثخنه الجراح . والقصد منه تحقير المقتول لأنهم كانوا يرمون بالحجارة من يطردونه ، قال : { فاخرُج منها فإنك رجيمٌ } [ الحجر : 34 ] .

وإنّما استعاذ موسى منه لأنه علم أن عادتهم عقاب من يخالف دينهم بالقتل رمياً بالحجارة . وجاء في سورة القصص ( 33 ) { فأخاف أن يقْتلون } ومعنى ذلك إن لم تؤمنوا بما جئت به فلا تقتلوني ، كما دل عليه تعقيبه بقوله : { وإن لم تؤمنوا لي } .

والمعنى : إن لم تؤمنوا بالمعجزة التي آتيكم بها فلا ترجموني فإني أعوذ بالله من أن ترجموني ولكن اعتزلوني فكونوا غير موالين لي وأكون مع قرمي بني إسرائيل ، فالتقدير : فاعتزلوني وأعتزلكم لأن الاعتزال لا يتحقق إلا من جانبين .