التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

{ وَإِذَا النجوم انكدرت } أى : تناثرت وتساقطت وانقلبت هيئتها من اللمعان والظهور ، إلى الميل نحو الظلام والسواد .

أى : وإذا النجوم تساقطت وانقضت . يقال : انكدر البازى ، إذا نزل على فريسته بسرعة ، وانكدر الأعداء على القوم إذا جاءوا أرسالا متتابعين فانصبوا عليهم .

ويصح أن يكون المعنى : وإذا النجوم تغيرت وانطمس نورها ، وزال لمعانها ، من قولهم : كدرت الماء فانكدر ، إذا خلط به ما يجعله مائلا إلى السواد والغُبْرة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

وقوله : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } أي : انتثرت ، كما قال تعالى : { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ } [ الانفطار : 2 ] ، وأصل الانكدار : الانصباب .

قال الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال : ست آيات قبل يوم القيامة ، بينا الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس ، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم ، فبينما هم كذلك إذ

وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت ، ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير والوحوش ، فماجوا بعضهم في بعض : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : اختلطت ، { وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } قال : أهملها أهلها ، { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ } قال : قالت الجن : نحن نأتيكم بالخبر . قال : فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج ، قال : فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء السابعة العليا ، قال فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم .

رواه ابن جرير{[29740]} - وهذا لفظه - وابن أبي حاتم ، ببعضه ، وهكذا قال مجاهد والربيع بن خُثَيم{[29741]} ، والحسن البصري ، وأبو صالح ، وحماد بن أبي سليمان ، والضحاك في قوله : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } ي : تناثرت .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } أي : تغيرت . وقال يزيد بن أبي مريم عن النبي صلى الله عليه وسلم : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال : " انكدرت في جهنم ، وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم ، إلا ما كان من عيسى وأمه ، ولو رضيا أن يُعبَدا لدخلاها " . رواه ابن أبي حاتم بالإسناد المتقدم .


[29740]:- (1) تفسير الطبري (30/41).
[29741]:- (2) في أ: "خيثم".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

وإذا النجوم انكدرت انقضت قال أبصر خربان فضاء فانكدر أو أظلمت من كدرت الماء فانكدر .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

والانكدار : مطاوع كَدَّره المضاعف على غير قياس ، أي حصل للنجوم انكدار من تكدير الشمس لها حين زال عنها انعكاس نورها ، فلذلك ذكر مطاوع كدر دون ذكر فاعل التكدير .

والكُدرة : ضد الصفاء كتغير لون الماء ونحوه .

وفسر الانكدار بالتساقط والانقضاض ، وأنشدوا قول العجاج يصف بازياً :

أبصَر خِرْبَانَ فَضَاءً فانكدر

ومعنى تساقطها تساقط بعضها على بعض واصطدامها بسبب اختلال نظام الجاذبية الذي جعله الله لإمساكها إلى أمد معلوم .