المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

54 - حقاً إن القرآن تذكرة بليغة كافية ، فمن شاء أن يذكره ولا ينساه فعل .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

وقوله - سبحانه - : { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } تفريع عن كون القرآن تذكرة وعظة لمن كان له قلب يفقه ، أو عقل يعقل .

أى : إن القرآن الكريم مشتمل على ما يذكر الإنسان بالحق ، وما يهديه إلى الخير والرشد ، فمن شاء أن يتعظ به اتعظ ، ومن شاء أن ينتفع بهداياته انتفع ، ومن شاء أن يذكر أوامره ونواهيه وتكاليفه . . فعل ذلك ، وظفر بما يسعده ، ويشرح صدره .

والتعبير بقوله - تعالى - { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } يشعر بأن تذكر القرآن وحفظه . والعمل بأحكامه وإرشاداته . . فى إمكان كل من كان عنده الاستعداد لذلك .

أى : إن التذكر طوع مشيئتكم - أيها الناس - متى كنتم جادين وصادقين ومستعدين لهذا التذكر ، فاعملوا لذلك بدون إبطاء أو تردد . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

ثم يردعهم مرة أخرى ، وهو يلقي إليهم بالكلمة الآخيرة ، ويدعهم لما يختارون لأنفسهم من طريق ومصير :

( كلا ! إنه تذكرة . فمن شاء ذكره ) . .

إنه ، هذا القرآن الذي يعرضون عن سماعه ، وينفرون كالحمر ، وهم يضمرون في أنفسهم الحسد لمحمد ، والاستهتار بالآخرة . . إنه تذكرة تنبه وتذكر . فمن شاء فليذكر . ومن لم يشأ فهو وشأنه ، وهو ومصيره ، وهو وما يختار من جنة وكرامة ، أو من سقر ومهانة . .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني فهمه، يعني القرآن.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فمن شاء من عباد الله الذين ذكرهم الله بهذا القرآن ذكره، فاتعظ فاستعمل ما فيه من أمر الله ونهيه.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم قال (فمن شاء ذكره) أي من شاء أن يتعظ بما فيه وهو يتذكر به، فعل، لأنه قادر عليه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فَمَن شاء أن يذكره ولا ينساه ويجعله عينه فعل، فإنّ نفع ذلك راجع إليه. والضمير في {إِنَّهُ} و {ذَكَرَهُ} للتذكرة في قوله {فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ} [المدثر: 49] وإنما ذكِّر لأنها في معنى الذكر أو القرآن.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{فمن شاء} وفقه الله تعالى لذلك ذكر معاده فعمل له.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان في غاية السهولة والحلاوة لكل من عرفه بوجه من الوجوه، وكان الله سبحانه قد خلق القوى والقدر، وجعل للعبد اختياراً، قال مسبباً عن كونه موضعاً للتذكر: {فمن شاء} أي أن يذكره {ذكره} فثبت في صدره وعلم معناه وتخلق به، فليس أحد يقدر أن يقول: إنه صعب التركيب عظيم التعقيد عسر الفهم، يحتاج في استخراج المعاني منه إلى علاج كبير وممارسة طويلة فأنا معذور في الوقوف عنه، بل هو كالبحر الفرات، من شاء اغترف، لأنه خوطب به أمة أمية لا ممارسة لها لشيء من العلوم، فسهل في لفظه ومعناه غاية السهولة مع أنه لا يوصل إلى قراره ولا يطمع في مناظرة أثر من آثاره، بل كلما زاد الإنسان فيه تأملاً زاده معاني.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 54]

ثم يردعهم مرة أخرى، وهو يلقي إليهم بالكلمة الآخيرة، ويدعهم لما يختارون لأنفسهم من طريق ومصير: (كلا! إنه تذكرة. فمن شاء ذكره).. إنه، هذا القرآن الذي يعرضون عن سماعه، وينفرون كالحمر، وهم يضمرون في أنفسهم الحسد لمحمد، والاستهتار بالآخرة.. إنه تذكرة تنبه وتذكر. فمن شاء فليذكر. ومن لم يشأ فهو وشأنه، وهو ومصيره، وهو وما يختار من جنة وكرامة، أو من سقر ومهانة

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وهذا تعريض بالترغيب في التذكر، أي التذكر طوعُ مشيئتكم فإن شئتم فتذكروا. وهو إنذار للناس بأن التذكر بالقرآن يحصلُ إذا شاؤوا التذكر به. والمشيئة تستدعي التأمل فيما يخلصهم من المؤاخذة على التقصير وهم لا عذر لهم في إهمال ذلك.