تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (88)

{ خالدين فيها } في اللعنة ، مقيمين فيها ، { لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون } ، يعني لا يناظر بهم العذاب ، نزلت في اثني عشر رجلا ارتدوا عن الإسلام ، وخرجوا من المدينة كهيئة البداة ، ثم انصرفوا إلى طريق مكة ، فلحقوا بكفار مكة ، منهم : طعمة بن أبيرق الأنصاري ، ومقيس بن ضبابة الليثى ، وعبد الله بن أنس بن خطل من بني تيم بن مرة القرشي ، ووجوج بن الأسلت الأنصاري ، وأبو عامر بن النعمان الراهب ، والحارث بن سويد بن الصامت الأنصاري من بني عمرو بن عوف أخو الجلاس بن سويد بن الصامت .

ثم إن الحارث ندم فرجع تائبا من ضرار ، ثم أرسل إلى أخيه الجلاس : إني قد رجعت تائبا ، فسل النبي صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة وإلا لحقت بالشام ؟ فانطلق الجلاس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره فلم يرد عليه شيئا ، فأنزل الله عز وجل في الحارث ، فاستثنى : { إلا الذين تابوا } .