محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (88)

88

( خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون88 ) .

( خالدين ) فيها ) أي في اللعنة أو العقوبة أو النار ، وإن لم يجرد ذكرهما لدلالة الكلام عليهما . والتخليد في اللعنة على الأول بمعنى أنهم يوم القيامة لا يزال تلعنهم الملائكة والمؤمنون ومن معهم في النار ، فلا يخلو شيء من أحوالهم من أن يلعنهم لاعن من هؤلاء ، أو بمعنى الخلود في أثر اللعن ، لأن اللعن يوجب العقاب ، فعبر عن خلود أثر اللعن ، ونظيره قوله تعالى : ( من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيه ) ، -أفاده الرازي- ( لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) أي لا يمهلون ، أو لا ينتظرون ليعتذروا ، أو لا ينظر نظر رحمة إليهم .