تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ} (18)

{ فرعون وثمود } آية قد عرفت ما فعل الله عز وجل يقوم فرعون ، حيث ساروا في طلب ، عليه السلام ، وبني إسرائيل ، وكانوا ألف ألف وخمس مائة ألف ، فساقهم الله تعالى بآجالهم إلى البحر ، فغرقهم الله أجمعين فمن الذي جاء يخاصمني فيهم ، قال :{ وثمود } وهم قوم صالح حيث عقروا الناقة وكذبوا صالحا ثم تمتعوا في دارهم ثلاثة أيام ، فجاءهم العذاب يوم السبت غدوة حين نهضت الشمس { فدمدم عليهم ربهم بذنبهم } وجبريل ، عليه السلام ، الذي كان دمدم ، لأنه صرخ صرخة فوقع بيوتهم عليهم فسواها ، يقول : فسوى البيوت على قبورهم ، لأنهم لما استيقنوا بالهلكة عمدوا فحفروا قبورا في منازلهم ، وتحنطوا بالمر والصبر ، قال : فسواها يقول : استوت على قبورهم ، قال : فهل جاء أحد يخاصمني فيهم ، فذلك قوله :{ ولا يخاف عقباها } [ الشمس :15 ] ، قال : فاحذروا يا أهل مكة ، فأنا المجيد الحق الذي ليس فوقي أحد .