مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يَأۡكُلُ مِمَّا تَأۡكُلُونَ مِنۡهُ وَيَشۡرَبُ مِمَّا تَشۡرَبُونَ} (33)

{ وَقَالَ الملأ مِن قَوْمِهِ } ذكر مقالة قوم هود في جوابه في «الأعراف » وهود بغير واو لأنه على تقدير سؤال سائل قال : فما قال قومه ؟ فقيل له : قالوا كيت وكيت ، وههنا مع الواو لأنه عطف لما قالوه على ما قاله الرسول ، ومعناه أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل وليس بجواب للنبي صلى الله عليه وسلم متصل بكلامه ولم يكن بالفاء ، وجيء بالفاء في قصة نوح لأنه جواب لقوله واقع عقيبه { الذين كَفَرُواْ } صفة للملأ أو لقومه { وَكَذَّبُواْ بِلِقَاء الآخرة } أي بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك { وأترفناهم } ونعمناهم { في الحياة الدنيا } بكثرة الأموال والأولاد { مَا هذا } أي النبي { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } أي منه فحذف لدلالة ما قبله عليه أي من أين يدعي رسالة الله من بينكم وهو مثلكم