غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يَأۡكُلُ مِمَّا تَأۡكُلُونَ مِنۡهُ وَيَشۡرَبُ مِمَّا تَشۡرَبُونَ} (33)

31

قال جار الله : إنما قال في هذه السورة { وقال الملأ } بالواو وفي الأعراف { قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة } [ الآية : 66 ] بغير واو ومثله ف سورة هود قالوا يا هود جئتنا ببينة } [ الآية : 53 ] لأنه بنى الأمر في دينك الموضعين على تقدير سؤال سائل ، وفي هذه السورة أراد أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل فعطف قولهم على قوله . وقال السكاكي صاحب المفتاح : إنما قدم الجار والمجرور أعني قوله { من قومه } على وصف الملا وهم الذين كفروا لطول الصلة بالمعطوفات ، ولأنه لو أخر لأوهم أن قوله { من قومه } متعلق بالدنيا . ومعنى لقاء الآخرة لقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب . { و } معنى { أترفناهم } أنعمناهم بحيث شغلوا بالدنيا عن الأخرى . وقوله { مما تشربون } أي من الذي تشربونه فحذف الضمير أو حذف منه لدلالة ما قبله عليه .

/خ56