قوله : «وقَالَ الملأُ » قال الزمخشري : فإنْ قُلْتَ : ذكر مقالة قوم هود في جوابه في سورة الأعراف ، وسورة هود بغير واو ، { قَالَ الملأ الذين كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ }{[32651]} [ الأعراف : 66 ] { قَالُواْ ( يا هود مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ) } {[32652]} {[32653]} [ هود : 53 ] . وههنا مع الواو ، فأيّ فرق بينهما ؟ قُلْتُ : الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل قال : فماذا قيل له ؟ فقيل له : قالوا : كيت وكيت ، وأمّا الذي مع الواو فعطف لما قالوه على ما قاله{[32654]} ، ومعناه أنه{[32655]} اجتمع في الحصول ، ( أي في هذه الواقعة في ){[32656]} هذا الكلام{[32657]} الحق وهذا ( الكلام ) {[32658]} الباطل وشتان{[32659]} ما بينهما{[32660]} قال شهاب الدين : ولقائل أن يقول : هذا جواب بنفس الواقع ، والسؤال باق ، إذ يحسن أن يقال : لِمَ لا جعل{[32661]} هنا قولهم أيضاً جواباً لسؤال سائل كما في نظيرتها أو عكس الأمر{[32662]} .
قوله { وَكَذَّبُواْ بِلِقَاءِ الآخرة } أي : بالمصير إلى الآخرة «وأَتْرَفْنَاهُم » نعمناهم ووسعنا عليهم { فِي الحياة الدنيا مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ } وقد تقدم شرح هذه الشبهة في القصة الأولى{[32663]} { وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } أي : منه ، فحذف العائد لاستكمال شروطه ، وهو اتحاد{[32664]} الحرف ، والمتعلق ، وعدم قيامه مقام مرفوع ، وعدم ضمير آخر{[32665]} ، هذا إذا جعلناها بمعنى الّذي ، فإن جعلتها مصدراً لم تحتج إلى عائد ، فيكون{[32666]} المصدر واقعاً موقع المفعول . أي : من مشروبكم{[32667]} .
وقال في التحرير{[32668]} : وزعم الفراء أن معنى «مِمَّا تَشْرَبُونَ » على حذف أي : تشربون منه{[32669]} . وهذا لا يجوز عند البصريين ، ولا يحتاج إلى حذف ألبتة ، لأن ( ما ) إذا كانت مصدراً لم تحتج إلى عائد ، فإن جعلتها بمعنى الذي حذفت العائد ، ولم تحتج إلى إضمار ( من ) {[32670]} يعني : أنه يقدر تشربونه من غير حرف{[32671]} جر ، وحينئذ تكون شروط الحذف أيضاً موجودة{[32672]} ولكن تفوت المقابلة إذ قوله : «تَأْكُلُونَ مِنْهُ » فيه تبعيض ، فلو قدرت هنا تشربونه من غير ( من ) فاتت المقابلة . ثم إن قوله : وهو لا يجوز عند البصريين ممنوع ، بل هو جائز لوجود شرط الحذف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.