فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يَأۡكُلُ مِمَّا تَأۡكُلُونَ مِنۡهُ وَيَشۡرَبُ مِمَّا تَشۡرَبُونَ} (33)

{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ } أي قادتهم وأشرافهم ، ثم وصف الملأ بالكفر والتكذيب فقال : { الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ } أي بما في الآخرة من الحساب والعقاب أو بالمصير إليها أو كذبوا بالبعث .

{ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي وسعنا لهم نعم الدنيا فبطروا بسبب ما صاروا فيه من كثرة المال ورفاهة العيش حتى وصفوا رسولهم بمساواتهم في البشرية وفي الأكل والشرب فقالوا : { مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } منه . قاله الفراء .

وقيل { ما } مصدرية فلا تحتاج إلى عائد ، وذلك يستلزم عندهم أنه لا فضل له عليهم ، وهذه شبهة أولى تنتهي عند قوله : لخاسرون .