محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا بِٱلۡحَقِّ أَمۡ أَنتَ مِنَ ٱللَّـٰعِبِينَ} (55)

{ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ } أي بالجد في دعوى الرسالة ونسبتنا إلى الضلال { أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ } قال الزمخشري رحمه الله : الضمير في { فطرهن } للسماوات والأرض أو للتماثيل . وكونه للتماثيل أدخل في تضليلهم وأثبت للاحتجاج عليهم . أي لدلالته صراحة على كونها مخلوقة غير صالحة للألوهية ، بخلاف الأول ، وجوابه عليه السلام إما إضراب عما بنوا عليه مقالتهم في اعتقاد كونها أربابا لهم ، كما يفصح عنه قولهم : { نعبد أصناما فنظل لها عاكفين } كأنه قيل ليس الأمر كذلك بل { ربكم . . . } الآية . أو إضراب عن كونه لاعبا بإقامة البرهان على ما ادعاه . وقوله { من الشاهدين } أي المبرهنين عليه بالحجة ، لا لقولكم العاطل منها .